الفيسبوك… فسحة للتأمل أيضاً

ولأن الفيسبوك مجتمع قائم بذاته، مجتمع افتراضي، لكن أفراده حقيقيون، يتبادلون الرأي السياسي والنكتة على أنواعها والصور والهواجس والتأملات.

سنحاول هنا أن نقدم حالات من الفيسبوك تناقش قضايا مهمة بلغة مفهومة، قضايا كبرى مثل التفاوت الطبقي، العدالة، السعادة… إلخ.

زكريا تامر، المهماز… لا يفتأ يمارس السهل الممتنع، هو الناطق الرسمي باسم سكان الهامش، باسم السواد الصامت، لكن صمته عال… يكتب بعنوان حزب للفقراء:

الصحافي : لماذا لا يتجمع الناس الفقراء ويؤلفون حزباً قوياً يعمل من أجل صالحهم؟

المواطن الفقير : إذا تألف مثل هذا الحزب، فلن يرأسه سوى غني يزعم أنه أكثر فقراً من الفقراء.

 ***

في المنحى نفسه يكتب عماد ترك لوحة يعرض فيها التشوهات التي تقسم البشر حسب أديانهم التي لم يختاروها أو قومياتهم أو أفكارهم… فيما التقسيم الحقيقي هو بين فقير لا يملك سوى قوة عمله، وغني يملك الأرض وما عليها بل ومن عليها أيضاً:

من زمان، كان البني آدمين قسمين:

(غني وفقير)….. إجوا الرسل بدن يعملوا ع أساس مساواة…

راحوا البشر صاروا (مسيحية ويهود وإسلام، ومن ثم كاثوليك وأرثوذوكس وبروتستانت، وسنة وعلوية وشيعة ودروز ويزيدية وزيدية وإسماعيلية ومرشدية و….إلخ).

إجا الاستعمار صار في (سوري ولبناني وسعودي و…إلخ).

إجت الوحدة صار في وحدويين وانفصاليين وما بعرف شو، إجا حزب البعث صار في حزبيين ومو حزبيين…

إجت (الثورة) الحالية صار في مؤيد ومعارض، وشبيح ودبيح، وحيادي ورمادي ووسطي، ومثقف ومو مثقف.

 

وبكل الحالات يلي مرئت ضل في غني وفقير، والباقي كلو بهارات، كلّو بهارات، حلّو عنا عاد)!

 

***

الساخر جوني قسيس يكتب برقيات صغيرة حافلة بالسخرية والألم:

خبر عاجل… إلقاء القبض على مواطن لبناني يعيش في لبنان منذ أكثر من عشر سنوات.. ولا يعاني من الضغط أو السكري أو أي تأثيرات نفسية ولا حتى وجع راس.. وقد أحيل للتحقيق لمعرفة أسباب راحته..

 

***

إذا كان في الفيسبوك أيضاً هواة ومحترفون، يمكن اعتبار الكاتب والمدون مصطفى علوش أول المحترفين في التدوين الإلكتروني، من تأملاته في مبدأ العدالة:

إذا كانت المشكلة في أن مبدأ (العين بالعين) سيحول العالم إلى مجتمع من العميان.. فهذا يبدو بالنسبة لي أكثر عدلاً وإنصافاً من أن يبقى الظالم مبصراً والمظلوم أعمى..!

 

***

 هناك الكثير من الحكم التي يطلقها الفيسبوكيون، لمفكرين وفلاسفة ومصلحين، نختار منها:

صفحة إبداع التغيير

إذا رأيت الناس يخشون العيب أكثر من الحرام ، ويحترمون الأصول قبل العقول، ويقدسون رجل الدين أكثر من الدين نفسه..

فأهلاً بك في الدول العربية.

 – د.مصطفى محمود.

أمة تطعن حاكمها سراً، وتعبده جهراً، لا تستحق الحياة

جمال الدين الأفغاني

 أسوأ مكان في الجحيم محجوز لهؤ؟ء الذين يبقون على الحياد في أوقات المعارك ا؟خ؟قية العظيمة..

مارتن لوثر كنج

 

***

 

واحة شعر

سها سلوم شاعرة لها على الفيسبوك حضور لافت، في كتابة سها يمتزج الشعر بالموسيقا والرسم، في ومضاتها الشعرية ما يكفي من الدهشة والحنين لتتحسس روحك وتقول:

ما زال هناك من يقترف الشعر….نقرأ لها:

 

ابتعد…ابتعد أكثر

أيها العزف:

أود أن أحصي

عدد الآهات…!

***

عندما أفتح حقائبي،

ولا أشم عبيرك…

أعلم…

أنك أخذتني إليك.

***

لاتتكىء على كتفي…

أخاف تميل ،

وتقع مغمياً عليّ.

***

اذهب.. بأقصى سرعة

آثار خطوك،

غاصت بالطين.

***

الإنسانية!

في العناية المشددة..

علّها.. تخرج بعد فترة،

وقد قاومت المرض.

العدد 1105 - 01/5/2024