المصري: نضالات الطبقة شكلت الأساس لاقتصاد وطني مستقل قادته الدولة عبر القطاع العام

بيّنت الرفيقة إنعام المصري، عضوة المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد، وعضوة المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال، أنَّ عمال سورية يحتفلون في كل عام بمناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي باعتباره يوماً للنضال ضد الاستغلال والاضطهاد والقمع والبطالة، ومن أجل تأمين فرص العمل وتحسين حياة الكادحين والتعليم المجاني لأبنائهم وتأمين رواتب التقاعد والطبابة والحياة الكريمة، إضافة إلى حرية الإضراب والتنظيم وتأسيس النقابات للدفاع عن حقوقهم، وإصدار التشريعات والقوانين التي تحميهم، ووضعها موضع التنفيذ.

كلام الرفيقة المصري جاء خلال محاضرة ثقافية ألقتها في المركز الثقافي العربي بالعدوي بتاريخ 18 أيار 2015 بعنوان: (يوم العمال العالمي ودور العامل السوري في الأزمة الراهنة)، قدمت خلالها سرداً تاريخياً لأهم المراحل التي مر بها النضال العمالي عالمياً ومحلياً، لافتة إلى أبرز المفاصل التاريخية التي مرت بها الحركة العمالية النقابية السورية التي بدأت أواسط عشرينيات القرن الماضي متأثرة بالحركة الوطنية العربية وبانتشار أفكار المتنورين العرب ضد الظلم والنهب الاستعماري، إضافة إلى عوامل فكرية وسياسية دولية ومنها انتصار ثورة أكتوبر، وثورات الطبقة العاملة في ألمانيا والنمسا والمجر وغيرها.. مؤكدة أن هذه الثورات كانت بالأساس ضد الاستثمار الرأسمالي البشع ومن أجل تحسين الأحوال المعاشية للجماهير العاملة ومن أجل الاشتراكية.

كما لفتت إلى العقبات التي واكبت مسيرة النقابات العمالية في سورية حتى تبلورت بشكلها حالها وحققت مكتسبات كثيرة قانونية وتنظيمية توّجت بإقامة الاتحاد العام لنقابات العمال، مبينة أنَّ قضايا العمال ونضالاتهم تصب في مصلحة الوطن وتعزيز صموده في وجه الهجمات، مؤكدة أن الطبقة العاملة وتنظيمها النقابي لعبت دوراً مشرفاً في الدفاع عن الوطن في جميع الملمّات التي واجهته، وأسهمت بنشاط في بناء القاعدة المادية والصروح الاقتصادية في سورية، وشكلت أساساً لاقتصاد وطني مستقل قادته الدولة عبر القطاع العام، وقد خاضت جميع أشكال النضال المطلبي والسياسي دفاعاً عن حقوقها، وبقي التنظيم النقابي مدافعاً عن مطالب الطبقة العاملة وحقوقها كي تبقى عامرة قوية.

كما لفتت الرفيقة المصري إلى الدور الكبير الذي لعبه العمال خلال الأزمة الراهنة التي تعصف بسورية منذ أربعة أعوام ونيف، إذ قدم العمال آلاف الشهداء من المناضلين العمال والنقابيين من مختلف الانتماءات والقوى الوطنية والتقدمية، متصدّين بكل بسالة وشعور بالمسؤولية الوطنية للمؤامرة الكبرى التي حاكتها دول عديدة للنيل من صمود سورية.

وتركزت معظم مداخلات الحضور على ضرورة تعزيز دور الطبقة العاملة وتحسين وضعها المعيشي والاقتصادي، بتقليص الفجوة بين الأجور والأسعار حتى تتمكن من الاستمرار في الصمود والتصدي لما يحاك للوطن من مؤامرات، وتحسين وضع القطاع العام ومنع المحاولات التي تسعى لخصخصته أو إلغائه، إضافة إلى الإسراع في إصدار القوانين التي تمنع استغلال العمال وفصلهم تعسفياً، وانتقد البعض صرف العاملين من الجهات العامة بموجب المادة 137 من قانون العاملين الأساسي، لافتين إلى أن حالات صرف كثيرة نفّذت دون إجراء أي تحقيق مع المصروفين الذين معظمهم لا يعرفون الأسباب التي صرفوا بموجبها.

العدد 1105 - 01/5/2024