مطالب الشباب من مؤتمر الحوار

الشباب سند الدولة وثروتها الوطنية بطاقاتهم وإمكاناتهم وعلمهم وحماستهم لقضايا وطنهم.. فعلى عاتقهم متحصنين بحب الوطن تبنى الآمال. وهذه المرحلة التي يمر بها بلدنا الحبيب مرحلة حاسمة بحاجة إلى كل فرد منا من أجل المساهمة في بنائه وتطويره وحل أزماته المتعددة لبناء مستقبل يعمه الخير والإصلاح.

وبوجود أطراف متنازعة وليدة الأزمة مختلفة في العقيدة والسياسة أطالت أمد الأزمة وزادت الفرقة بين أبناء البلد الواحد، أصبحنا بأمس الحاجة إلى تعزيز ثقافة الحوار، لكبح أي مناهج غوغائية وسلوكيات غير أخلاقية ورفض الآخر، متسلحين بحب سورية والارتقاء بها إلى مصاف الدول المدنية الحديثة، متناسين انتماءاتنا الحزبية والطائفية والقبلية والمطالب الخاصة.

فالحوار الوطني هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة، التي يعبر من خلالها الشباب السوري عن تطلعاته لإيجاد منبر حر صادق لكل من يحمل علماً وفكراً هادفاً يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم، تستثمر كل الطاقات الكامنة في الشباب لخدمة الإنسان والمجتمع، للوصول إلى مؤسسات تضم جميع الأحزاب والتيارات السياسية، وليست فردية بعيدة عن الروتين والبيروقراطية، بوجود الشخص المناسب في المكان المناسب دون محسوبيات، ومحاربة الفساد والمفسدين، وتطوير المؤسسات وإدخال التكنولوجيا بما يساهم في خلق فرص عمل تلبي طموح الشباب، والتركيز على المؤسسة التعليمية لدور التعليم في تحقيق التطور والإصلاح، وترسيخ مبدأ المواطنة والانتماء والتعددية السياسية، وإعطاء الدور الحقيقي للأحزاب والإعلام بأنواعه الوطني والحزبي والأهلي.

وعلى الخطاب الإعلامي أن ينمّي قيم التسامح وتضميد الجراح وإزالة التناقضات والانتقال إلى الواقع الفعلي الممنهج للتوصل إلى سيادة القانون والعدالة الاجتماعية.. كل ذلك رسخه مشروع الدستور في مبادئه، وبذلك يكون المجتمع والمواطن هدفاً وغاية يكرس من أجلهما كل جهد وطني.

وعلى طرفَيْ النزاع أن يتحملا مسؤوليتهما الوطنية أمام الشعب والضمير الإنساني، لإخراج سورية أرضاً وشعباً من شرنقة الموت البطيء، لبناء مستقبل مشرق لسورية الجديدة.

العدد 1105 - 01/5/2024