صاحبة الجلالة في ذيل قائمة الحريات

تزامناً مع الانتهاكات المُرتكبة بحقوق الإنسانية، ووسط ما تعانيه معظم الدول العربية من حالات حرب وعدم استقرار، كان قد طال الصحفيين جزءاً من تلك الانتهاكات الجاعلة قسماً منهم إمّا مفقودين أو خلف القضبان، وفي أسوأ الأحوال هم في عداد الموتى، فضلاً عن الممارسين للمهنة تحت وطأة الرقابة متعددة الأشكال.

وبما أنه لابدّ من التذكير بالعرف القائم على تأريخ المناسبات حتى المأساوية منها وجب وضع اليوم العالمي لحرية الصحافة نُصب أعيُن المواطنين وغيرهم ليكونوا على بيّنة ممّا يرتكب بحق العمل الصحفي والصحفيين، فأصبح يوم 3 أيار مخصصاً للصحافة والصحفيين وحريتهم المنشودة.

بيد أن ما تصبو إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة على إثر توصية موجهة إليها اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو سنة 1991 ليس إلاّ الرفع من قيمة العمل الصحفي، وجعل3 أيار يوماً لتشجيع وتنمية المبادرات لصالح حرية الصحافة، وتقييم مدى جدية هذه الحرية على امتداد العالم، فالأخيرة منها على نحو بالغ من الأهمية بناءً على افتقادنا للصحافة الحرة عالمياً.

وأوضحت لجنة حماية الصحفيين أن عام 2017 شهد اعتقال أكثر من 262صحفياً، كما أشارت التقارير بأصابع الاتهام إلى دول عدة كانت أشدَّ البلدان فتكاً بالصحفيين رغم أنها لم تكن في حالة حرب، وأظهر التقرير أن إجمالي عدد من لقوا حتفهم خلال أداء مهام عملهم منذ عام 1990 حتى الآن وصل إلى أكثر من 2500 صحفي مابين مُحرر ومُصور.

وبذلك يكون حال الصحافة المحلية ليس مترفعاً على ما تقدم ذكره، ولا أفضل حالاً من دول لم تشهد حرباً لكن تمارس سطوة ما على الصحافة والصحفيين، فضلاً عن عدم محاولة استفزاز مشاعر علماء الدين في ظلّ سيادة المجتمع المحافظ، والمُشكل عبئاً على العمل بشفافية تُعدُّ أحد مقومات العمل الصحفي.

غير أن وجود صحافة حرة هو أمر أساسي لتحقيق السلام والعدالة، وبناء مجتمعات ديمقراطية، فهل يعقل أن حالة الشتات والحروب الشعواء سببها (صاحبة الجلالة المقيدة)! 

علماً أن انتقادات تراجع حرية التعبير والصحافة ليس مما يُجدي نفعاً في ظل القانون اللا مسؤول عن الصحفيين واللا مُعترف بمضمون ما يُسمى (السلطة الرابعة).

 

 

 

 

العدد 1105 - 01/5/2024