«في قلب الأزمة السورية»… كتاب جديد لفهد مشهور شدود

صدر للكاتب والأديب فهد مشهور شدود كتاب (في قلب الأزمة السورية) عن دار شرق وغرب بدمشق. ولعل العنوان يوحي بالكثير من الأفكار والدلالات والمعاني التي جاءت بين دفتي الكتاب، إذ نقف في محتوياته على مدى الارتباط بالأرض والناس إلى حد التماهي، بلغة شاعرية راقية جناحاها:

أولاً- مناقشة هموم المواطن وشحذ همته للمساهمة في بناء المواطن كل من موقعه أولاً.

 ثانياً- الحب والحرص على هذا الوطن بكل مافيه.

يقول في الصفحة العاشرة: (هذا الحب، حب الوطن، الذي أمدّني بجرعات كبيرة من الثقة بالنفس والشجاعة في قول الحق والمرونة المطلوبة للحوار).. ومن يعرف الكاتب واطّلع على بعض مسيرته خلال عمله في الشأن العام، يعرف ذلك جيداً، ويعرف أنه يقول الحقيقة التي يعرفها الجميع في الأوساط الاجتماعية والتربوية والسياسية التي عمل فيها ومعها.

يقول في تأبين الكاتب المبدع والمدرس سهيل عثمان في الصفحة 26: (فلا خسارة إلا الخسارة التي تمنى بها الأمة.. ولا تبتلى الأمم بأعظم من فقدان أعلامها الذين يضيئون الدروب ويصنعون مجد الحاضر والمستقبل..). وعندما يطرح وجهة نظره في التعليم والتعليم الفني، في مقالة نشرها عام ،1981 يرى (إحداث كليات جامعية تطبيقية واستقطاب الكفاءات إليها..)، ونرى أن نبوءته قد تحققت في العام الدراسي 2013/،2014 أي بعد ربع قرن من الزمن. وهذا هو حال الباحثين من الحاملين للهم الوطني الذين ينظرون دائما إلى الأمام.. حيث مستقبل الوطن.

وعندما يدعو إلى تعميم المعلوماتية ونشرها على المستوى الجماهيري، بدعم ومؤازرة المجتمع المدني بموازاة العمل الرسمي للدول والحكومات العربية للدخول في العصر، يتساءل في الصفحة 53: وهل انتهينا من الإجابة عن أسئلة القرن العشرين، ونحن ندخل الألفية الجديدة؟ ولكي نجيب لا بد من الاعتراف بأننا مازلنا نحمل الكثير من أفكار القرون الوسطى المتغلغلة في خلايا كثيرة من المجتمع. وهو إذ يناقش عزوف الشباب العربي عن المشاركة في الحياة السياسية، فإنه يعزو ذلك إلى مظاهر سلبية منها:

1- المداهنة وحالات الإقصاء والإلهاء المتعمدين من الحكومات.

2- الاختلال الواضح بين التعليم والحريات السياسية وحقوق الإنسان، وذلك في الصفحة 56 وما بعدها، وهو يدعو إلى (بث الروح النقدية والشفافية، في تأكيد أهمية المواطنة، يجب الكشف عن الذين جمعوا ثرواتهم مستغلين مسؤولياتهم الحكومية).

إننا أمام دعوة جادة لبناء وتأهيل الطاقات الشابة تربوياً وسياسياً ووطنياً بشكل متكامل.

وفي الكتاب صفحة 69 وفي مقالة له نشرتها (النور) نيسان 2002 يقول برؤية أثبتت الأيام صدقها ويكتوي العرب والعالم الآن بنارها: (إن الإرهابيين حوّلوا بعض المجتمعات الإسلامية إلى بؤرة للأنشطة الهدامة.. والإسلام إلى مفجرات في شوارع القاهرة ودمشق.. إلخ). ويقول: (على العرب الذين جندوا قواهم الذاتية لمحاربته داخلياً، يجب أن يكونوا على استعداد لمحاربته خارجياً..)، مؤكداً رفض لغة القوة الأمريكية التي تحاول فرض هيمنتها على العالم..

العدد 1105 - 01/5/2024