لنجعل استخدام الطاقة الشمسية في متناول الجميع

واجه المواطنون السوريون في فصل الشتاء المنصرم صعوبات جمة في تأمين وسائل التدفئة وتسخين المياه، بعد الزيادات الكبيرة في أسعار المازوت وفقدانه من الأسواق، وفاقم المشكلة الانقطاعُ المستمر للكهرباء. لذلك كان هاجسهم بكم سعر ليتر المازوت اليوم؟ وأين يمكننا التسجيل؟ ومتى يأتي الدور؟ وكان الجواب: يتطلب الأمر وقتاً وبالاً طويلين. أما الحل السريع لتأمين شيء أو جزء من هذه النعمة، فهو بحاجة إلى عبوة بلاستيكية سعة 20 ليتراً، وانتظار سيارة التوزيع العائدة لسادكوب، والوقوف في الدور لبعض الوقت، أو اللجوء إلى السوق السوداء وبالسعر المضاعف.

كي لا تتكرر هذه المعاناة مرة أخرى، يكفي المواطن السوري ما عاناه ويعانيه منذ أربع سنوات من الحرب القذرة وتداعياتها، التي تشنها القوى الاستعمارية والرجعية العربية ممثلة بالقوى الظلامية والتكفيرية، لا بد من البحث عن مصادر أخرى للطاقة، كالاستفادة من أشعة الشمس حلاً أمثل وربما وحيداً لتلبية حاجة المواطنين من التدفئة وتسخين المياه وتوليد الكهرباء وغيرها.

يلعب المناخ في سورية دوراً أساسياً في تأمين الطاقة لهذه الاستخدامات، وتشير الدراسات أن الأيام المشمسة تشكل 80% (نحو 300 يوم) من مجمل أيام السنة، علماً بأن هذه الطاقة مجانية وغير ملوثة للبيئة، إضافة إلى أن الأنظمة المستخدمة في تسخين المياه تخفض أكثر من 65% من مصاريف الطاقة اللازمة لتسخين المياه بالطرق التقليدية، سواء باستخدام الكهرباء، أو الوقود، وتوفر كميات كبيرة من المياه الساخنة للاستخدامات المختلفة طيلة اليوم ولسنوات عديدة، وتوفر أيضاً مبالغ طائلة على خزينة الدولة المرهقة أصلاً. على الرغم من الجهود التي بذلتها الحكومات السابقة في مجال نشر أنظمة تسخين المياه بواسطة الطاقة الشمسية، من خلال إقامة معمل لإنتاج تجهيزات ومعدات لهذه الأنظمة، وتمويل تكاليف الشراء والتمديدات وأجور النقل والتكاليف الأخرى، بقرض ميسر من بعض المصارف الحكومية والخاصة، وإصدار قانون حفظ الطاقة رقم 3 لعام 2009، المتضمن عدم منح أي ترخيص لبناء غير محقق لهذا القانون، إلا أن انتشار هذا الاستخدام مازال محدوداً للأسباب التالية:

1. أغلب الأسطح والمناور غير جاهزة لتركيب أجهزة الطاقة الشمسية واستيعابها، إذ يمكن أن تصل قيمة مواد التركيب واليد العاملة إلى أكثر من قيمة جهاز التسخين.

2 – ملكية معظم الأسطح للأبنية القديمة تعود إلى مالك الطابق الأخير، أو إلى مالك الملحق في البناء، مما يعني عدم السماح للقاطنين في البناء باستخدام الأسطح لتركيب الأجهزة والتمديدات.

3 – عدم الالتزام الكامل بتنفيذ قانون حفظ الطاقة رقم 3 لعام 2009.

4 – الزيادات الكبيرة التي طرأت في الآونة الأخيرة على أسعار أجهزة التسخين الشمسي ومعداتها، وأجور التركيب.

في ظل الظروف الصعبة التي تمر فيها سورية، والزيادات الكبيرة لأسعار الوقود (المازوت) وفقدانه، ولترشيد الطاقة والتوجه نحو الطاقة البديلة:

نقترح على الجهات ذات العلاقة تشكيل لجان متخصصة لدراسة هذه الأسباب وغيرها، وتقديم الحلول المناسبة، ومن ثم تحويلها إلى قوانين أو قرارات ملزمة، لتصبح هذه الطاقة الهامة في متناول جميع فئات المواطنين. وبذلك نكون قد ساهمنا في توفير الأموال الطائلة على خزينة الدولة وجيب المواطن، وفي حماية البيئة من التلوث.

العدد 1105 - 01/5/2024