نقصان طول الرجال هشاشة في عظامهم!

يعتقد أغلب الرجال أن مرض هشاشة العظام حكر على النساء، وهناك أطباء كثر لا يفكرون به أو يتناسونه كلياً عندما يكون الشاكي من الذكور، مع العلم أنهم مهددون بالإصابة به.

هناك مسميات كثيرة لمرض الهشاشة، مثل ترقق العظام، وتخلخل العظام، وضعف العظام، وتآكل العظام، وتفتت العظام، وسقم العظام، وفوخرة العظام، وانثقاب العظام، وسرعة عطب العظام، وغيرها من الأسماء التي تشير إلى حقيقة واحدة هي أن المرض يحدث نتيجة انخفاض في صلابة العظم ما يجعله أكثر عرضة للكسور التلقائية.

وهشاشة العظم ظاهرة مرضية يحدث فيها ضياع في الثروة المعدنية للعظام بسبب هيمنة عملية الهدم على عملية البناء، وكلما تقدم الإنسان في العمر تزداد الغلبة لعملية الهدم على حساب عملية البناء، الأمر الذي يسبب تراجعاً في الكتلة العظمية.

ويلعب انخفاض مستوى هرمون الذكورة التيستوستيرون دوراً بارزاً في تدهور الكتلة العظمية عند الذكور، وفي هذا الإطار كشفت دراسة نشرت سابقاً في مجلة (صحتك) في ولاية ساشوش الأمريكية أن مستويات التيستوستيرون المنخفضة منتشرة لدى الرجال بعد سن ،45 إضافة إلى نقص الكتلة العظمية، وأن عوارض أخرى ترافقها أهمها نقص الكتلة العضلية وتراجع النشاط الجنسي، ويلاحظ نقص هرمون الذكورة لدى نحو 12 في المئة من الرجال نتيجة فشل وظائف الخصية أو قصور في الغدة النخامية.

وإلى جانب نقص هرمون التيستوستيرون فإن هناك عوامل أخرى تؤثر في قضية هشاشة العظام عند الرجال يمكن تلخيصها كالآتي:

– العامل الوراثي، وهو ما يفسر انتشار هشاشة العظام في عائلات دون غيرها وبين أعراق أكثر من سواها.

– تناول دواء الكورتيزون لمدة تزيد على ثلاثة أشهر.

– الإدمان على المشروبات الروحية.

– نقص الفيتامين د.

– نقص تناول الكالسيوم.

– أمراض سوء الامتصاص.

– نقص الوزن.

– الأمراض المزمنة في الكلية والرئتين والمعدة والأمعاء.

– الداء السكري.

– الأدوية المضادة للسرطان.

– الحياة الخاملة.

– التدخين.

كيف يتظاهر مرض الهشاشة عند الرجال؟

هشاشة العظام مرض صامت لا تظهر عوارضه إلى العلن إلا بعد وصوله إلى مراحل متقدمة، أي بعد أن تصل كثافة العظام إلى درجة حرجة، تبدأ العوارض بالظهور، وأهمها عارضان:

1- التناقص المترقي للطول، فغالبية الرجال يفقدون الطول مع التقدم في العمر في حدود مقبولة لا تتعدى 3 إلى 4 سنتيمترات، ويحدث فقدان الطول عادة لسببين هما: انضغاط الأجزاء الفقرية الناجم عن ضياع الكلس من العظام، إضافة إلى انضغاط الأقراص بسبب شيخوخة الأنسجة المرنة فيها. أما في حال بلغ فقدان الطول 5 سنتيمترات أو أكثر فإنه يجب إجراء التحريات الخاصة لنفي وجود مرض الهشاشة أو إثباته.

2- الكسور العفوية، وهي قد تحصل في أي عظم من عظام الجسم، إلا أن عظام الحوض والرسغ والعمود الفقري والفخذ تأتي في الطليعة من حيث تعرضها للكسور. وتحدث الكسور بمجرد القيام بأعمال بسيطة جداً تحتاج إلى بعض الجهد، كالانحناء إلى الأمام، أو رفع شيء ما، أو حتى السعال يمكن أن يثير مثل تلك الكسور.

كيف يعالج داء الهشاشة عند الرجال؟

يجب على الرجال مراجعة الطبيب دورياً من أجل رصد عوامل الخطر التي تمهد الطريق إلى استيطان مرض الهشاشة من أجل العمل على إزاحتها إذا كان ذلك ممكناً.

وفي حال التثبت من وجود المرض بالتحريات المناسبة فإن الطبيب يقوم بتحرير وصفة مناسبة، إضافة إلى تناول جرعات داعمة من الكلس والفيتامين (د) والتغذية الجيدة وممارسة الرياضة بانتظام. وإذا دعت الضرورة قد يلجأ الدكتور المعالج إلى وصف عقاقير تعمل على إبطاء فقدان الكتلة العظمية، وربما تعمل على زيادتها مع مرور الوقت.

لكن الأهم من العلاج هو الوقاية من مرض الهشاشة، وتقوم هذه على ركيزتين: التمارين الرياضية، والنظام الغذائي، فهما مفيدتان للصحة عموماً وللعظام خصوصاً، لأنهما تسمحان بزيادة الكثافة العظمية ومضاعفة متانتها وصلابتها. وكل أنواع الرياضة مفيدة في تقوية العظام إلا أن تمارين المقاومة هي الأفضل لدرء شر المرض.

إن الرجال ليسوا محصنين ضد الإصابة بهشاشة العظام، لذا يجب الشك بهذا المرض عند كل رجل تقدم في العمر إلى أن يثبت العكس، لأنه في حال (فكر) المرض في زيارة عظامهم فإن وقعه عليها يكون أشد قسوة مما لدى النساء، وإذا استوطن المرض فإن محاربته يجب أن تبدأ باكراً ما أمكن، أي قبل حدوث خسارة كبيرة في الثروة المعدنية للعظام، لأن النتائج هنا تكون مثمرة للغاية.

العدد 1105 - 01/5/2024