بمناسبة انعقاد المؤتمر السابع لحزب العمل الكوري

 يعقد حزب العمل الكوري مؤتمره السابع في أوائل شهر أيار الجاري.

اللافت للنظر أن هذا المؤتمر سيعقد في ظل نضال حزب العمل الكوري من أجل تحقيق النصر النهائي في بناء الدولة الاشتراكية القوية والمزدهرة..

إذا عدنا بذاكرتنا إلى تاريخ حزب العمل الكوري، فإن مؤتمراته السابقة كانت ترتدي أهمية كبيرة في تعزيز الحزب وتطويره، والتقدم بالثورة والبناء في كوريا.

إن المؤتمر التأسيسي للجنة التنظيم المركزية للحزب الشيوعي في شمالي كوريا (سلف حزب العمل الكوري)، المنعقد في تشرين الأول عام ،1945 كان حدثاً تاريخياً أتى بتحول جذري في بناء المجتمع الجديد في كوريا وصوغ مصير الشعب الكوري.

والمؤتمر الثاني لحزب العمل في شمالي كوريا، المنعقد في آذار عام ،1948 قد فتح مناسبة تحول جديد في تقوية وحدة الحزب وتلاحمه، وتوطيد الحزب نوعياً، واستنهض أبناء الشعب الكوري إلى تنفيذ مهام الفترة الأولى لمرحلة الانتقال إلى الاشتراكية. وحين أشعلت الولايات المتحدة الأمريكية نيران الحرب الكورية (1950-1953) في مسعى لتدمير جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية فتية العود التي لم تمر بعد سنتان منذ تأسيسها (9 أيلول 1948)، في مهدها، أهاب حزب العمل بأفراد الجيش وأبناء الشعب أن يناضلوا لإحراز النصر في الحرب، حتى دافع بشرف عن سيادة البلاد وكرامتها.

والمؤتمر الثالث لحزب العمل الكوري، المنعقد في نيسان عام ،1956 طرح المهام المنهجية لإكمال بناء الأسس الاشتراكية في كوريا.

قام الحزب بتعبئة الشعب لتحقيق التعاون الزراعي، والتحويل الاشتراكي للصناعة الحرفية الخاصة والتجارة والصناعة الرأسماليتين لمدة قصيرة، الأمر الذي أدى إلى إقامة النظام الاشتراكي التقدمي في كوريا وتحويل البلاد إلى دولة اشتراكية صناعية وزراعية ذات أسس للاقتصاد الوطني المستقل.

والمؤتمر الرابع لحزب العمل الكوري، المنعقد في أيلول عام ،1961 استخلص ما حققته كوريا في الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي من النجاحات، وطرح البرنامج الضخم لخطة السنوات السبع الأولى من أجل بلوغ القمة العالية للاشتراكية. في الظروف بالغة التوتر للوضع الداخلي والخارجي بسبب أزمة البحر الكاريبي وحادثة خليج باكابو وما إليهما، حقق الحزب المآثر المدوية لتحويل البلاد إلى دولة اشتراكية صناعية، في آن واحد مع دفع بناء الاقتصاد وبناء الدفاع الوطني بالتوازي.

وفي تشرين الثاني عام ،1970 عقد حزب العمل الكوري مؤتمره الخامس، وطرح فيه خطة السنوات الست، البرنامج العظيم الجديد، وتقدم بالمهام للتعجيل بالنصر التام للاشتراكية وانتصار الثورة الكورية على نطاق البلاد كلها، وتقوية الحزب وتطويره باطراد. وفقاً لذلك، جرى في كوريا الإسراع الحثيث بالثورات الثلاث، الفكرية والتقنية والثقافية، بحيث شوهد تقدم كبير في النضال لتقريب النصر الكامل للاشتراكية، وتهيأت الأسس المكينة للإسراع بتحويل المجتمع كله على هدى فكرة زوتشيه من كل الوجوه.

كان المؤتمر السادس لحزب العمل الكوري، المنعقد في تشرين الأول عام ،1980 مؤتمراً وضع فيه الحزب تصاميم الازدهار والرخاء اللذين لم يسبق لهما مثيل في تاريخ كوريا. حدد المؤتمر تحويل المجتمع كله على نهج فكرة زوتشيه كمهمة عامة للثورة الكورية، وأوضح المهام الناشئة في تطبيق خط الثورات الثلاث الفكرية والتقنية والثقافية تطبيقاً تاماً، وطرح الأهداف العشرة المستقبلية لبناء الاقتصاد الاشتراكي، التي يجب بلوغها في ثمانينبات القرن الماضي. لو جرى بلوغ هذه الأهداف لكانت كوريا دخلت عن جدارة إلى مصاف البلدان الأكثر تقدماً في العالم على صعيد تطور الاقتصاد. ولكن حزب العمل الكوري فوجئ أن تواجهه الحادثة الخطيرة. إذ إن النظام الاشتراكي  انتكس في مختلف البلدان منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، وركزت القوى الإمبريالية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية كل هجماتها المعادية للاشتراكية على كوريا، انتهازاً لهذه الفرصة.

في أقسى الظروف هذه، رفع حزب العمل راية سونكون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية – المترجم) عالياً لإحباط مؤامرات القوى الإمبريالية المتحالفة لتدمير كوريا، ودافع عن الاشتراكية، وفتح عصراً جديداً لبناء الدولة الاشتراكية القوية والمزدهرة في البلد.

يدفع حزب العمل الكوري اليوم عجلة قضية بناء الدولة القوية والمزدهرة قدماً بقوة، حتى في ظروف مؤامرات الولايات المتحدة الأمريكية والقوى التابعة لها، المتواصلة لعزلها وخنقها.

إن المؤتمر السابع لحزب العمل الكوري، الذي سيعقد عما قريب، سيحلل ويستعرض على نحو شامل، النجاحات التي حققها الحزب في الثورة والبناء في الماضي، تحت قيادة الرئيس كيم إيل سونغ والأمين العام كيم جونغ إيل، وسيضع خططاً مشرقة للتعجيل بالنصر النهائي للثورة الكورية، بقيادة الأمين الأول كيم جونغ وون.

تهنئة بهذا المؤتمر الذي سيشكل نقطة تحول تاريخي في إنجاز قضية اشتراكية الشعب الكوري.

العدد 1105 - 01/5/2024