ردود فعل إشكالية على رواية السيد الوزير!

ما إن نشرت زاويتي بعنوان: (وزير سوري، يكتب رواية عن الحب والفساد!)، حتى جاءتني تعليقات كثيرة شفوية وعلى صفحتي في موقع الفيس بوك، والغريب أن هذه التعليقات تعاملت مع الزاوية بأكثر من طريقة، فهناك من انتقد الرواية من باب موضوعها، وهناك من طلب قراءتها، وهناك من أعجب بها، وهناك من انتقدني لاستهلال الزاوية التي كتبتها بمسألة (الحمل)، ولا أخفيكم فكل الآراء أسعدتني، لأن هذا يعني:

أولاً_ أن الناس تهتم بما يكتبه الوزراء إذا كان ذلك عملاً إبداعياً.

ثانياً_ أنهم يهتمون بالطريقة التي تعالج فيها مثل هذه الأعمال في الصحافة.

ثالثاً_ أنني روّجت للرواية دون أن أدري، فقد طلب قراءتها عدد مهم من الأصدقاء، ونسخة الرواية ليست معي الآن..

واقعياً، كانت رواية (سرير من الوهم) للكاتب الدكتور هزوان الوز، الذي يشغل منصب وزير التربية، منشورة منذ فترة طويلة، والنسخة التي كتبت عنها هي (الطبعة الثانية)، وهذا يعني أنها ليست جديدة الإصدار. إلا أن استخدامي لمجموعة معطيات أثار اهتمام الآخرين، فكيف يكتب الوزير السوري عن الحب والفساد، وهل الفساد موجود عندنا؟ وماذا كتب عن روسيا، وهل صحيح أن الوزير(أي وزير) قادر على تشريح الفساد روائياً، ثم هل من حقه أن يكتب عن الحب؟!

لاحظوا كم هي الأسئلة مهمة وطريفة بآن واحد، وأنا، كصحفي، لا يعنيني أبداً موقع صاحب النص، فإذا كان النص رديئاً فسأقول ذلك، وإذا كان نصاً مهمّاً فسأقول ذلك أيضاً.. لكن الدكتور هزوان الوز أحرجني في نقطة قد تستغربون أهميتها بالنسبة لي، إذ إنني (سأتلكأ) بأن أكتب عن الرواية أنها جذبتني منذ الصفحة الأولى حتى الأخيرة، لأن الكتابة على هذا الصعيد تجعلني في رتل (الصحافة التي تتملق) المسؤولين، وخاصة أن عندنا في الصحافة كثيرين من العاملين فيها يتقربون من الوزراء والمسؤولين بالمديح، بدلاً من تقديم النقد والنصح لهم بجرأة الانتقاد الصحفي.

تقع أحداث الرواية في أخطر مرحلة من مراحل العالم (أؤكد: العالم)، وهي انهيار الاتحاد السوفييتي، وترصد وقائع قصة حب بين فتاة روسية هي (أولغا)، وشاب سوري يدرس هناك هو (أحمد) الذي ترك في دمشق فتاة يحبها (هزار)، وفي الرواية علاقات واضحة تفرز تشويقاً من نوع خاص.

أمام القارئ مفتاحان للجذب: الأول هو متابعة قصة الحب، واكتشاف أن (أحمد) هو عاشق لهزار التي تراسله إلى أن تموت، وهذا الجانب من أهم عوامل التشويق. والثاني هو متابعة انعكاس انهيار الاتحاد السوفييتي على المجتمع والناس، وهذا أيضاً من عوامل الجذب والتشويق.. الذي حصل أنني بدأت بالمفتاح الأول للحديث عن الرواية، وهذا عادي في لغة الصحافة، ولم أتوقع أن هناك بين القراء من لا يتوقعون أن (السيد الوزير) يمكن أن يكتب عن الحب، وكأن سيادته إمام جامع.

ومباشرة جاءتني عدة اتصالات، يقول لي أحدها: جعلتني أبحث عن رواية جميلة لمسؤول، ويسأل ثان: لماذا قلّلت من قيمة الرواية بهذه الطريقة من النقد؟ ويقول آخر: ولو يا رجل! لماذا تركت (الوزير) دون أن تشنّ هجوماً عليه؟!

ثم بدأت الأسئلة تستفسر عما إن كان بالإمكان إعارة الرواية، وأعرتها لاثنين، والثالث لم يعدها لي بعد، ولا أخفيكم أنني شعرت بالسعادة لأن الزاوية (العادية) بالنسبة لي جعلت الرواية (غبّ الطلب)، وهي تستحق أن تقرأ عن مرحلة مهمة لكاتب غير عادي!

العدد 1104 - 24/4/2024