جمعية العلوم الاقتصادية في اللاذقية: حول إعادة الإعمار

عقدت جمعية العلوم الاقتصادية فرع اللاذقية جلستها الرابعة من ملتقى الثلاثاء الاقتصادي الحواري بعنوان (إعادة الإعمار والبناء) بتاريخ 23 كانون الأول 2014 في المركز الثقافي العربي، افتتح الدكتور سنان ديب الجلسة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً للدماء الطاهرة التي روت تراب سورية.

وأكد بعد ذلك أن إعادة الإعمار بحاجة إلى موارد مالية وتقنيين ومهنيين أبدعوا في الماضي في بناء سورية الحديثة وبنيتها التحتية القوية الناهضة الحديثة التي توازي أهم البلدان، والنهضة العمرانية السورية ريفاً ومدينة، فيما مضى، جعلت سورية متكاملة من ناحية الغذاء بحيث كان هناك أمن غذائي قوي، وتحولنا من دولة مستوردة إلى مصدرة للحبوب والزراعات الصناعية (قطن، شوندر).

لذلك يجب أن تتوفر الإرادة للبناء لا الاغتناء، والأمر يتطلب خططاً استراتيجية ومتوسطة وقصيرة المدى بحيث نحدد ما يجب إعماره وما يحتاجه من أموال وموارد بشرية، فيكون الإعمار الجغرافي وفق أولويات منطقية تستطيع إعادة الاستقرار للكثير من العاملات وعودة النازحين واللاجئين، ولا يمكن أن يحصل ذلك من دون جاهزية قانونية وإدارية وتهيئة الكوادر البشرية القادرة للقيام بعمليات كهذه، وتوليد الكثير من فرص العمل للشباب السوري للمساهمة بإعادة الإعمار، وبالتالي لا بد من تشجيع الشباب على الالتحاق بالمعاهد ومؤسسات التدريب، لهذه المهن، فبناء بناية قد يفتح المجال لأكثر من 70 مهنة لاحقة، وسوق للكثير من الأدوات اللازمة للإكساء.

إن إعادة الإعمار وحدها غير كافية لأن الكل أصبح يريد بلداً يحترم القانون الذي يعطي الإنسان إنسانيته، ويستثمر الثروات البشرية خير استثمار ويحصن الداخل عبر العدالة الاجتماعية وعبر إعادة اللحمة الوطنية وإدماج الشعب السوري بمجتمعه المحصن القوي الذي تهشم، بسبب نهج بعيد عن الواقعية، لتأتي هذه الأزمة وتزيد من تهميشه بأمراض اجتماعية ونفسية وبطوفان الرعب والقتل والدماء، وهنا يكون دور المؤسسات القائمة عبر الضبط والإصلاح المبرمج مرحلياً واستراتيجياً لإعادة الروح إلى مجتمعنا، وإعادة السلام والأمان للطفولة التي ابتليت بأمراض التشرد والشتات والضياع، ولا يمكن أن يحصل ذلك من دون تفعيل المؤسسات المختصة الثقافية والتربوية والتعليمية وإعطاء دور للمجتمع الأهلي.

مداخلة السيد عبد الرزاق الدرجي تحدث فيها عن النهج الاقتصادي ما قبل الأزمة وضرورة تغييره جذرياً بما يناسب الخصوصية السورية مع استمرار مكافحة الفساد والتهرب الضريبي، والتأكيد على دور الدولة الرعائي والإنمائي، وإطلاق سراح معتقلي الرأي، والتعاون مع الدول الصديقة وتوسيع المصالحات الوطنية ودعم الليرة السورية، ومراقبة الأسعار.

رشا خير بك، (رئيسة جمعية المدى الإنسانية) تكلمت عن ضرورة إشراك الرأسمالية الوطنية التي هُمّشت وإعادة بناء الطبقة الوسطى التي فرغ منها الوطن.

عواض قاضون (رجل أعمال) تكلم عن عدم تناسي دور الرأسمال الذي وقف مع الدولة خلال الأزمة وتفريقه عمّن هرّب أمواله واستثمرها في محاربة البلد، وكذلك اقترح نظام البناء العامودي بدل الأفقي.

دنيا إلياس: تحدثت عن أهمية السيادة الوطنية، والانتباه إلى أنه في السياسة لا توجد دول صديقة وحليفة، وإنما الكل يبحث عن مصالحه.

أنعام علي: طالبت بضرورة إعطاء الشهداء والمعافين أهمية خاصة لكثرة أعدادهم وكبر تضحياتهم، كذلك يجب أن يكون هناك مشاركة شعبية وعدالة اجتماعية، والاهتمام بالمناطق المهمشة والمنسية.

سهيل يونس (باحث): تحدث عن بعض العرقلات الروتينية الحالية لإعادة الإعمار، مثل صعوبة تمرير المواد مثل ما نعانيه اليوم في محافظة اللاذقية.

جيهان سيجري (ناشطة اجتماعية) تحدثت عن ضرورة إعطاء دور وصلاحيات للمؤسسات لمكافحة الفساد، وأن الفاسدين أصبحوا قوة غير قادرة على الضبط.

المهندس عادل صالح تساءل عن عدم تعيين محافظين من المدينة نفسها.

علاء خزام (باحث اقتصادي) اقترح أن تكون الدولة مسؤولة عن إعادة الإعمار من المدخرات العامة والخاصة ولا يمنع من الاقتراض من دول صديقة كالصين وإيران وروسيا.

نجدت علي تكلم عن أهمية مكافحة الفساد وإعطاء دور للصحافة الحرة.

كلمة أخيرة

لا بد من إعطاء دور للمؤسسات وصلاحية، وإن قيادة قطاعات الدولة ضرورية وهامة للانطلاقة القوية، وإن الأهم الآن إعادة السفينة للإبحار، ومن ثم الكل يبدي رأيه بحرية وطنية، كما يتصور، من رؤى وبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية.

العدد 1105 - 01/5/2024