أصحاب البسطات في قدسيا.. إلى أين؟!

أصبحت ضاحية قدسيا خلال الأزمة ملجأ لكثير من المنكوبين بما فقدوه من أعزاء وبيوت نهبت أو أتلفت، فاضطر الكثيرون منهم بعد أن سُدّت جميع السبل أمامهم بالعمل على ما يسمى بالبسطات، سواء في منطقة السوق التجاري أو في السوق الشبابي.. وكانت البلدية تشن حملات على أصحاب هذه البسطات بين الفينة والأخرى، وتمنعهم، ثم يعودون شيئاً فشيئاً خلال أيام، والله أعلم كيف؟! أما هذه الحملة، فكانت أشد وأعنف، وشملت كلاً من السوق التجاري والسوق الشبابي.

من هم المتضررون، ومن هم المستفيدون من هذا الإجراء يا ترى؟

أولاً- أصحاب البسطات المشار إليهم، ومن كانوا يعملون لديهم من الشباب العاطلين عن العمل، وقد شاهدت البعض منهم وهم بحالة من التوتر الشديد، فقالوا لي: لم يبق أمامنا إلا أن نسرق لنأكل، والبعض قال: طبعاً نحن داعش، والرأي السائد لدى الناس أن الحكومة لا تستقوي إلا على هؤلاء الضعفاء.

ثانياً- معظم  الناس المنكوبين والذين يعانون الأمرّين، والذين يبحثون أين يمكن أن يوفروا القرش، هؤلاء كانوا يجدون احتياجاتهم بسعر أقل نسبياً لدى هذه البسطات في السوق، وفي السوق الشبابي الذي يتكون في معظمه من بسطات، خاصة بعد أن ارتفعت أجور النقل كثيراً، أما المستفيدون فهم قلة قليلة من أصحاب المحلات الميسورين، إذ خلا الجو لهم فبقيت الأسواق حكراً عليهم.

السؤال المطروح: إذا كانت الحكومة تستهدف مصالح المواطنين، والمفروض كذلك، فعليها أن تهيئ البديل الأفضل للمواطنين وأصحاب البسطات دون اللجوء إلى هذه الأساليب الزجرية المهينة، والغريب أن كل المحاولات فشلت في إلغاء هذه البسطات مادامت المبررات موجودة، فأينما ذهبت وحللت تجد هذه البسطات رغم محاربتها كما هو الحال في سوق الهال القديم في دمشق، كم وكم جرت محاولات لإنهائها إلا أنها فشلت.. والسؤال الآخر: إذا كانت الحكومة ترى هذه البسطات مناظر مؤذية لا تليق بسمعة البلد، ألا ترى هذه الحكومة المتسولين والمشردين في شوارع العاصمة أينما سرت؟ إذا كان الأمر كذلك، فعليها أن تجمع هؤلاء أيضاً وتحجزهم في أماكن لا يشاهدهم فيها أحد، حتى يقال: انظروا رغم كل الظروف لم نشاهد متسولاً في دمشق!

العدد 1104 - 24/4/2024