«النور» تسأل.. ومدير فرع المخابز يجيب! عن رغيف الخبز في اللاذقية

ليس من قبيل المجاملة إذا بررنا لفرع المخابز في اللاذقية إنتاج رغيف خبز غير مطابق للمواصفات، والسبب أنه وعند مراقبة سير العمل على أرض الواقع ومعاينة ما يجري من خلال زيارة (النور) لهذا الفرع سرعان ما تتبدى النظرة السلبية التي تولدت لدينا من خلال انطباعات المواطنين عن سوء تصنيع رغيف الخبز، والذين نبرر لهم أيضاً استياءهم وتذمرهم من هذا الرغيف غير القابل للاستهلاك حسب تعبيرهم، ولتنكشف لنا مجموعة من الحقائق والصعوبات الخارجة عن إرادة وإدارة هذه المخابز، فيكفي أن لا توجد الخميرة الطرية والمتوقف إيصالها منذ عدة أشهر والتي تدخل بشكل أساسي في عملية الإنتاج، والاستعاضة عنها بمادة الخميرة الجافة ذات الفعالية الضعيفة، حتى ينتج رغيفاً دون المواصفات المطلوبة، فيكف هو الحال إذا كانت هناك صعوبات بالجملة تواجه عمل هذه المخابز أفرزتها الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تحظى صناعة الرغيف برضا المواطنين؟ وكيف السبيل للحصول على صناعة رغيف جيد؟ وإلى متى سيبقى المواطن مرغماً على استهلاك خبز بغير المواصفات المطلوبة؟

(النور) بعد تلقيها مجموعة من شكاوي المواطنين قامت بجولة على الجهات المعنية، علها تجد ردوداً وإجابات تحقق ولو المستوى الأدنى من طموحات المواطنين الذين يثمنون عالياً دور (النور) في نقل معاناتهم.

أحد المواطنين قال إنهم، ومنذ فترة طويلة، يشكون من سوء تصنيع رغيف الخبز من حيث الرائحة والطعم واللون، وقد صبروا كثيراً لعل وعسى تتغير الحال، ولكن لا فائدة، فرغيف الخبز يصلهم كما هو جافاً وغير قابل للاستهلاك إلا للضرورة، أي عندما لا يجدون غيره يعتمدون عليه في قوت يومهم، وتساءل: إلى متى سنبقى على هذه الحال؟ ولماذا لا تشدد الرقابة على هذه الأفران التي تنتج هذه النوعية السيئة من الخبز؟

مواطن آخر قال: المشكلة أن مادة الخبز تعتبر مادة أساسية لغذائنا ولا نستطيع الإحجام عن شرائها، لتعلو كثير من الأصوات تطالبنا بالصمت، والحجة أننا نمر بأزمة الآن ويكفي أن مادة الخبز تصلنا ومدعومة من قبل الدولة، ولكن ما نفع كل هذا إذا كنا لا نستطيع أن نبتلع هذا الرغيف أحياناً؟ وأضاف: الدولة تتكلف وتضع الميزانية العالية لبقاء رغيف الخبز مدعوماً من قبلها، ونحن نقدر مجهودها في سبيل تأمين مادة الخبز الأساسية للمواطنين بأسعار رمزية، ولكن حبذا أن تشدد رقابتها على الأفران، وتحديداً أفران القطاع الخاص، وإلزامهم بتحسين جودة رغيف الخبز، وتوفير المادة الأساسية الجيدة من دقيق وخميرة لإنتاج الرغيف الجيد.

مدير فرع المخابز باللاذقية الأستاذ عيسى سعيد قال: منعاً للبس أرغب في البداية أن أفصل بين المخابز الآلية ومخابز القطاع الخاص، فالمخابز بشكل عام تتبع إلى القطاع الخاص والمسؤولة المباشرة عن هذه المخابز هي مديرية التجارة الداخلية (التموين)، ومخابز القطاع العام تتبع لفرع المخابز الآلية.

والأهم كيف السبيل للحصول على صناعة رغيف جيدة؟ هذا ما قمنا بطرحه على مدير فرع المخابز الذي رد قائلاً: تدخل في عملية إنتاج الخبز عوامل عديدة منها (كافة المواد الداخلة في الإنتاج – العامل – الآلة – عوامل المناخ)، أما المواد الرئيسية الداخلة في الإنتاج فهي مادة الدقيق والخميرة، والتي نعمل بها كما تردنا من مديرية المطاحن العامة ومن معمل الخميرة الأساسي، وهما مادتان تؤثران بشكل كبير على نوعية الإنتاج، فكلما كانت مادة الدقيق بالمواصفات المطلوبة، ومادة الخميرة الطرية موجودة ومتوفرة وتستخدم في حينها كانت نوعية الإنتاج ممتازة.. وأضاف: ما يحصل في هذه الظروف التي يمر بها البلد، وبعد أن يردنا الدقيق، فإن الخميرة الطرية لا تصلنا ويتم الاستعاضة عنها بالخميرة الجافة ذات المنشأ الصيني ماركة Sun keen، وبهذه الطريقة يتم إنتاج الرغيف الجيد قدر الإمكان، وأضاف: نقول قدر الإمكان لأن ذلك يعود إلى عدم توفر الإمكانية لوصول مادة الخميرة الطرية من المعمل الرئيسي في حمص. هذه المعطيات إضافة إلى أسباب أخرى مثل حالة الجو واستمرار عمل الآلة على مدار الساعة، والذي يقلل من فاعلية الصيانة لهذه الآلات، يؤدي في النهاية إلى إنتاج خبز بنوعية جيدة، ولكن ليس بحسب المواصفات المطلوبة.

وبالرغم من وصول مادة الدقيق، فإن ارتفاع نسبة استخراج الدقيق من 80% إلى 95% أدى إلى زيادة نسبة النخالة في الخبز الناتج وميلان لونه إلى اللون الأصفر، والأهم وهو الاستجرار الزائد لمادة الخبز، مما يؤثر على الآلة والعامل والمواد الداخلة بالإنتاج.

العدد 1105 - 01/5/2024