حزب العدالة والتنمية التركي يدفع إلى تدخل عسكري في سورية

ازدادت التوترات عندما حشدت تركيا قوات عسكرية في عدة مواقع قرب الحدود السورية. وفقاً لتقارير الإعلام المحلية، نشرت أسلحة ثقيلة ودبابات في كيليس الواقعة قريباً جداً من عفرين على الجانب السوري. وتمركز 55 ألف جندي وبطاريات صواريخ أيضاً في كركاميش، وهي بلدة حدودية أخرى تقابل جرابلس على الجانب السوري. توجد جرابلس حالياً تحت سيطرة داعش وتقع بين البلدات الكردية في عين العرب وعفرين.

دقّ الإعلام الموالي للحكومة في تركيا طبول الحرب في الأيام الأخيرة، مراهناً على أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يستعد لعملية عسكرية عبر الحدود بهدف إقامة منطقة آمنة ضمن سورية نفسها.

تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 26 حزيران اليوم التالي لطرد وحدات حماية الشعب، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مقاتلي داعش، من عين العرب معلناً: (أقول للمجتمع الدولي إنه مهما كان الثمن الذي ينبغي دفعه، لن نسمح أبداً بإقامة دولة جديدة على حدودنا الجنوبية شمال سورية، لن نسمح بتغييرات ديموغرافية في المنطقة).

وفي 29 حزيران صدر بيان عن اجتماع مجلس الأمن الوطني اتصف بلهجة مماثلة للهجة أردوغان معبراً عن القلق بشأن خطر الإرهاب الذي يستهدف المدنيين، وكذلك الأعمال الهادفة إلى تغيير ديموغرافي في المنطقة. (الأعمال) في البيان  إشارة واضحة إلى مكاسب وحدات حماية الشعب ضد داعش. أحد مكاسب وحدات الشعب هذه الاستيلاء على بلدة تل أبيض التي تقع على الحدود التركية تماماً. كانت تل أبيض مهمة استراتيجياً لداعش لأنها شكلت طريق إمداد حاسماً، وكذلك نقطة عبور لإرهابيي داعش من تركيا إلى سورية. شكلت السيطرة على تل أبيض ممراً بين البلدان الكردية في الجزيرة وعين العرب.

وقال رئيس وزراء حزب العدالة والتنمية أحمد داوود أوغلو، في برنامج تلفزيوني في 3 تموز: (لقد اتخذنا إجراءات  ضد تهديدات الأمن عبر الحدود. لقد اتخذت تركيا الموقف الأكثر وضوحاً ضد منظمة داعش الإرهابية. وفي غضون ذلك واصلنا أيضاً دعم المعارضة المعتدلة في سورية. لن نتردد في العمل في حال ظهور وضع يهدد أمن تركيا).

واضح من خطاب (الأمن) الزائف أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يود استخدام تهديد داعش ذريعة لتدخل عسكري وإقامة ما يسمى (منطقة آمنة) من جرابلس غرباً إلى عفرين. ونظراً لدور حزب العدالة والتنمية الماضي في رعاية الجماعات الجهادية ومن ضمنها داعش، لا يتطلب كثيراً من الجهد لإدراك أن هذا الاندفاع الأحدث نحو عمل عسكري من قبل حزب العدالة والتنمية لا علاقة له بقلقهم بشأن داعش.

تمنع هذه (المنطقة الآمنة) الحزب الديمقراطي الكردي من السيطرة على أرض مجاورة من الجزيرة في الشرق، إلى عفرين في الغرب، إلا أنها تقوم في الحقيقة بدور ملاذ آمن من الجماعات الإسلامية المختلفة ومن ضمنها داعش نفسه، وكذلك أخرى مثل النصرة وأحرار الشام وأنصار الشريعة، المنخرطة في قتال ضارٍ ضد قوات الحكومة السورية من أجل السيطرة على شمال حلب، غير البعيدة عن المنطقة.

على الرغم من التعبئة العسكرية الحديثة من جانب تركيا، لا يزال احتمال التورط العسكري المباشر في سورية ضعيفاً.

أولاً- بعد خسارة الأغلبية في البرلمان في انتخابات حزيران، سيشكل تحدياً كبيراً لحزب العدالة والتنمية.

ثانياً- على الرغم من البروباغندا ضد الأكراد والحكومة السورية في الإعلام الموالي لحزب العدالة والتنمية، فإن أغلبية الشعب التركي يعارض بشدة الحرب مع سورية.

 ثالثاً- أصدر حزب العمال الكردستاني بياناً يعلن أن أي تورط عسكري تركي في شمال سورية سيعد هجوماً على كل الأكراد وسيقتص حزب العمال الكردستاني محوّلاً تركيا كلها إلى ساحة معركة.

 أخيراً، كررت روسيا مؤخراً تأييدها التام للحكومة السورية في قتالها ضد القوى الأجنبية. نظراً لكل تلك العوامل يدرك كبار المسؤولين العسكريين في تركيا جيداً أخطار هذه المغامرة العسكرية التي يدفع إليها حزب العدالة والتنمية ويبدون معارضين لاتباع خطط هذا الحزب.

ليرفع حزب العدالة والتنمية يده عن سورية!

عن جريدة (ليبريبشن) الأمريكية

العدد 1105 - 01/5/2024