متى يعود المهجرون إلى بلداتهم؟

يعاني المهجرون من أهالي بلدة حران العواميد والبلدات والقرى المجاورة لها غلاء فاحشاً في إيجار البيوت في المناطق الآمنة، ومن الفاقة والعوز والجوع والضغط السكاني، مما يؤدي إلى نقص الخدمات الصحية والضغط النفسي الشديد، ويعانون أيضاً غلاء المواد التموينية ونقصاً في مادة المازوت والغاز والتحكم بها وبأسعارها، وكل ذلك بسبب تجار الأزمات، وخاصة أن الحاجة إلى هذه المواد تزداد في فصل الشتاء. كما يعانون انقطاع التيار الكهربائي، وهذا يؤثر على دراسة الطلاب، وهناك بطالة واسعة وخاصة في صفوف الشباب، مما يسبب انحرافات اجتماعية لا تحمد عقباها، لذلك يطالب هؤلاء المهجرون بحل هذه المشكلات ولو تدريجياً، ولهم كل الثقة بالجهات المعنية.. كما نلفت الانتباه إلى أن البلدات المهجرة جميعها مناطق زراعية وغنية بالمياه، وأغلب سكانها هم مزارعون وأصبحوا عاطلين قسراً عن العمل، لذلك فإن عودتهم تساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، كما أن المهجرين بالدول العربية والأوربية يرغبون بالعودة إلى وطنهم الأم الحضن الدافئ لهم.. وهناك مدنيون كثيرون يسكنون في غوطة دمشق المرتع الخصب للمسلحين، وقد تم احتجازهم من قبل المجموعات المسلحة وخاصة الشباب كي ينضموا إلى صفوفهم، لذلك يطالب هؤلاء المدنيون من طلاب تعطلت دراستهم ومن النساء والأطفال وكبار السن بالخروج من الغوطة كي يمارسوا حياتهم الطبيعية، وهذا يساهم في رص الوحدة الوطنية التي ننشدها جميعاً، ونؤكد ضرورة خروج المواطنين الشرفاء الذين لم يتعاونوا مع المسلحين وأُجبروا على البقاء، ونلتمس المساعدة بخروجهم، وبناء على ما تقدم يطالب أهالي البلدات المهجرة بالعودة إلى بيوتهم مهما كان وضع هذه البيوت، كي يخلصوا من المعاناة، وهناك الكثيرون يسكنون في بيوت على العظم تفتقد أدنى مقومات الحياة الإنسانية.. وقد وعد السيد محافظ ريف دمشق والجهات المعنية بعودة المهجرين، وخاصة أن الجيش العربي السوري الباسل قد طهر هذه المناطق من المجموعات المسلحة، وتبقى الدولة الأم الحنون لجميع مواطنيها المخلصين، وهناك الكثيرون من العاملين في الدولة قد فصلوا من عملهم، لذلك يطالبون بالعودة إلى عملهم إذا لم يوجد مانع، كي يعيلوا أطفالهم.

كما أن عددا كبيراً من الشباب مستعدون لحماية بلداتهم في حال العودة ، ويطالب المهجرون بإطلاق سراح أبنائهم الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء، ولم يشاركوا في الأعمال الإرهابية الإجرامية.

العدد 1107 - 22/5/2024