ما لم يعد خبراً حديثاً ولا مهماً(التسول)

ترتبط الصور التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي عن فتاتين تراوح عمريهما ما بين 13 و14 عاماً بتاريخ متمرد طويل، لكن ما أحدث ضجيجاً هو قيامهما بعملية التسول عراة، فتلك الحالة الدونية لواقع أشباه المستضعفين حالاً وحيلةً،
لم تكن لتُثير ما أثارت لولا ارتباط التسول بمظهر لا أخلاقي(العري)، ذلك أن لا مزعزع لإنسانيتنا سواه نحن دعاة الأخلاق والثائرين حيال المشاهدات العينية المسيئة!!

وبمنأى عن سوء الوضع الذي نحن عليه، كانت ظاهرة التسول موجودة من قبل فلا رادع ولا مردوع ولله الحمد!!

التشهير بالوضع الذي شوهدت به الفتاتين ضمن منطقة (برزة) بدمشق من قبل عراة العقل، وعدم اتخاذ التدابير اللازمة في مثل تلك الحالة، عوضاً عن التقاط الصور ونشرها، وبعد محاولة لا تالي لها في الاستخبار عمّا يجري في عالم التسول،
إذ كانت الحالة المعيشية الدونية حتما ًهي الدافع الأقوى لخروج الفتاتين بهذا الشكل، ربما لتُحدثا وبحدس طفولي عفوي صدمة أخلاقية عند من لا يمتلكون الأخلاق والضمير للنظر بحال الطفولة في بلدي.

فشرح التفاصيل ليس ببالغ أهمية مقارنة بآلية تصرف من شاهد هذه الحالة، علماً أن المعنيين في وزارة الشؤون الاجتماعية لا وقت لديهم لتصفح الإنترنت ومعرفة ما يجري، لكن فور معرفتهم بتدخل جهة معينة لتقديم المساعدة،
بدأت تدخلاتهم الاعتراضية فقط لا غير من مبدأ لا تنفذ فنحن نعترض باعتبارنا المعنيين الرسميين..!!!

أطفالنا بحاجة إلى إعادة تأهيل ووضعهم في مكانهم الطبيعي (أسرة، مدرسة،…) فظاهرة عمالة الأطفال وتسولهم وتشردهم باتت ظاهرة بحاجة إلى السيطرة عليها، بوسائل أكثر إنسانية من قبل الجهات المعنية لنجنّب المجتمع أخطاراً وكوارث هدّامة للمجتمع والمستقبل. 

العدد 1105 - 01/5/2024