«النهج الاقتصادي ودور المنظمات» في جمعية العلوم الاقتصادية باللاذقية

ضمن سلسلة نشاطاتها المستمرة المواكبة للواقع السوري والساعية لإيجاد الأسس السليمة للسير قدماً نحو سورية القوية المتجذرة، وبمناسبة أعياد نيسان وأيار أقامت جمعية العلوم الاقتصادية في المركز الثقافي في اللاذقية بتاريخ 12 أيار 2015 أولى ندوات ملتقاها الاقتصادي التفاعلي الثاني / النهج الاقتصادي والخصوصية السورية/، وكانت بعنوان (النهج الاقتصادي ودور المنظمات والاتحادات في صياغته ومتابعة تنفيذه)، الدكتور سنان ديب رئيس الجمعية في اللاذقية تحدث بداية عن الخروج من الإطار النظري الذي توافق عليه السوريون، اقتصاد السوق الاجتماعي، والذي كان أهم أبعاده الحفاظ على المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية المحققة، والتي أوصلت سورية لتنمية متطورة مستقلة متوازنة، كما ألقى الضوء على قوة وفاعلية المنظمات السياسية واتحادات العمال الفلاحين في الوصول لتحقيق هذه المكاسب، ولكن الانحراف عن النهج الموضوع، وضعف فاعلية الاتحادات والمنظمات في الدفاع عن مطالب ومكاسب المنضويين فيها جعل قلة تسير بنهج يحابي القلة على حساب المكتسبات، وتحدث عن تاريخية ونضال هذه المنظمات والاتحادات والانحرافات الحاصلة في فاعليتها الحالية متسائلاً: هل الموضوع يتعلق ببنيتها أم بآلية وصول قياداتها الدنيا والوسطى والعليا؟ وما هي أدوات الضغط التي في حوزتها للوصول إلى أهداف من تمثلهم بما يراعي قوة الوطن والعدالة الاجتماعية. ثم تحدثت المهندسة رحاب مريشة ممثلة اتحاد الفلاحين عن المعاناة الكبيرة التي يعانيها الفلاح، وعن الحظوة التي يتمتع بها السماسرة والتجار، وعجز الاتحاد عن منع قرارات مصيرية مثل تحرير سعر الأسمدة واحتكارها – فرض صناعات غذائية تساعد على التسويق، ورفع أسعار المحروقات، واللعب بالخريطة الزراعية.

وتحدث الدكتور عبد الهادي الرفاعي (أستاذ في جامعة تشرين) عن أهمية هذا اللقاء التفاعلي وأهمية الانطلاق من الواقع يما يحمله من إيجابيات وسلبيات لإعادة ترميم الروحية المفقودة.

وتكلم الأستاذ بسام الحسين عن ضرورة توحيد الجهود من أجل تجاوز الواقع المأساوي، ولا يكون هذا إلا بإعادة الروحية للتنظيمات والمؤسسات.

وتحدث الأستاذ نور الدين يونس عن الدور المنوط بالصحافة والأعلام كسلطة رابعة مساهمة في تشجيع الإيجابيات وتشخيص الأمراض، وتكلم السيد عواض قاضون عن التطورات التي حصلت في شؤون الصناعات والحرف التصديرية قائلاً: إنه يمكن العودة والانطلاقة القوية في ظل  توافر الإمكانات لتجاوز الصعوبات البيروقراطية ومكافحة الفساد المتغلغل.

ثم تكلم النقابي السابق في اتحاد العمال الرفيق علي ريا عن الدور السابق للنقابات وفاعليتها المجدية وقوة قرارها في الفترات التي سبقت بروز فرض مصالحها عبر سياسات اقتصادية بعيدة عن العدالة الاجتماعية، وأهم وسائلها سلب روحية المؤسسات والمنظمات.

وتحدث الأستاذ عبد الله عباد عن ضرورة الفاعلية المنتجة للمؤسسات والنقابات.

وتكلم السيد نجدت علي عن ضرورة الاعتماد على نهج اقتصادي يراعي الخصوصية السورية بعيداً عن التسميات المعلنة كنهج اقتصادي أو رأسمالي أو اشتراكي.

الباحث نديم شامدين قال: إن الفساد المتجذر هو سبب فقدان روحية المؤسسات التي لم تبخل سابقاً في العمل والفاعلية للوصول لمستوى تنموي كبير، وسياسة التعيينات من أهم المآخذ التي أفقدت هذه المؤسسات روحيتها.

وتحدثت دلال ابراهيم عن الجبهة: وضرورة تفعيل دورها الجبهة والأحزاب المنضوية فيها لتكون محققة لمصالح المجتمع بدلاً من المصالح الضعيفة.

السيد نهاد بدور من المصالحة الوطنية: إن المؤسسات القوية هي العنوان الأكبر لتحقيق المصالحة الكبرى، والتي لا تحتاج كون المجتمع متصالح مع نفسه، وإنما لإعادة الروح التي فقدت عبر تقزيم دور المؤسسات. وتكلمت المهندسة الزراعية دينا الياس: عن ضرورة تفعيل دور الاتحادات وخاصة الفلاحين وزيادة حملات التوعية والإرشاد.

وتوافق الحضور على تراخي دور وفاعلية المنظمات والاتحادات في الحفاظ على المكتسبات للطبقات التي تمثلها، وعجزها عن وضع الكوابح أمام السير في النهج الذي جرى التوافق عليه وهو نهج اقتصاد السوق الاجتماعي.

وهذا يعود لضعف آليات الدفاع وخلل في وصول الكفاءات الحاملة لهذه المطالب والمدافعة عنها، وضرورة عودة قوة الدولة بقوة مؤسساتها الضامن الوحيد لسورية الموحدة والمتجانسة.

العدد 1105 - 01/5/2024