أجنحة روسية فـوق سورية

 طائرات روسية تدك مواقع إرهابية في شمال سورية.. استسلم مئات الإرهابيين للسلطات السورية في جنوب البلاد، مقابل العفو، في حين فرّ آلاف آخرون إلى الأردن وتركيا للنجاة من الغارات الروسية المدمرة، ورحبت الميليشيا الكردية التي تسيطر على معظم المنطقة على طول الحدود مع تركيا بالغارات، ودعت الكرملين إلى توفير غطاء جوي لوحدات دفاعها الذاتي وإلى إسقاط أسلحة.

تستعد البحرية الروسية لتوفير أسلحة وضربات مدفعية ضد المتمردين، وفق القائد السابق للقوة ورئيس لجنة الدفاع في الدوما الحالي، وسط تقارير عن سفن حربية صينية تتجه إلى سورية مع مستشارين عسكريين جاهزين لمساعدة سورية في هذه الحرب ضد الإرهاب.

يقول الرئيس فلاديمير بوتين إن أحد الأهداف الرئيسية لضربات موسكو الجوية ضد الإرهاب، هو الحفاظ على وحدة الأرض السورية. أخبر بوتين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس خلال محادثات حول الأزمة الأوكرانية أن (دعم روسيا للعمليات الهجومية للجيش العربي السوري هدفها الرئيس الحفاظ على وحدة أرض البلد). وأخبر بوتين هولاند أن الطائرات الحربية السورية تنفذ عمليتها (في إذعان تام للقانون الدولي) و(بطلب من القيادة السورية).

وأخبر هولاند بوتين أن الضربات الجوية يجب أن تقتصر على مهاجمة جماعة داعش الإرهابية، وليس الإرهابيين الآخرين العاملين في سورية، والذين يصفهم الغرب بـ(المتمردين المعتدلين). ناقش بوتين بعد ذلك الأزمة في سورية في لقاء منفصل مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.. أخبرت ميركل الصحفيين بعد المحادثات أن الرئيسين قالا بوضوح شديد إن (داعش هو العدو الذي تنبغي محاربته).

بدأت روسا ضربات دقيقة ضد داعش في سورية في 30 أيلول الماضي، دمرت الطائرات الروسية مراكز قيادية إرهابية ومعامل متفجرات ومعسكرات تدريب وأهدافاً استناداً إلى معطيات الاستطلاع الروسي والسوري. ارتفعت المعنويات في دمشق عندما انتشرت الأنباء بأن القوة الجوية الروسية قادمة لدعم القوات المسلحة السورية في معركتها ضد داعش وعصابات إرهابية أخرى مدعومة من الأمريكيين وتركيا وأمراء النفط العرب الإقطاعيين.

أنشأت روسيا وإيران والعراق وسورية حديثاً مركز معلومات مشتركاً في بغداد لتنسيق عملياتها ضد داعش.. ينفذ السرب الروسي الذي يطير من قاعدته على الشاطئ السوري يومياً طلعات ضد الإرهابيين إلى جانب الطائرات الحربية السورية في شمال سورية من أجل إضعافهم، تمهيداً لهجوم الجيش العربي السوري. وفي دمشق أخبر الرئيس السوري بشار الأسد الإعلام الإيراني أن الحرب الروسية الراهنة على الإرهاب لديها فرص كبيرة للنجاح.

شجب الإمبرياليون الذين كانوا يقصفون بعض مواقع داعش في العراق وسورية في العام الماضي دون أي أثر ملموس، ودون أية موافقة سورية، التدخل الروسي قائلين إنه مصمم ببساطة لدعم الحكومة في دمشق.. ولكن الكثيرين من السوريين يأملون أن يُنهى التدخل الروسي بطلب من الحكومة السورية، أخيراً إراقة الدماء التي أدخلت البلد في فوضى خلال الأعوام الأربعة الماضية.

فاجأ التدخل الروسي كلياً الأمريكيين، وأحبط الروس والحكومة السورية خطط الولايات المتحدة وتركيا لإقامة (ملاذات آمنة) و(مناطق حظر طيران) من أجل متمردين يزعم الأمريكيون أنهم يقاتلون داعش وكذلك الجيش العربي السوري.

 

عن جريدة (نيو ووركر) البريطانية

العدد 1105 - 01/5/2024