التحرّش الجنسي بين اللامسؤوليّة والإرساء كسلوك اجتماعي

 

 بالتطرق إلى مصطلح (التحرش الجنسي) يبقى المجتمع بجلّه حبيس التحفّظ حتى على التلفّظ به.

لكن ما بال آلية المجتمع في التعامل مع حالات التحرش كحادثة حدثت ووقعت؟!

في الأعوام الأخيرة الماضية، وضمن سلسلة من التجاوزات اللاأخلاقية الواقعة على الفئات الأشدُّ ضعفاً (من النساء والأطفال) وفي محيط اعتاد التهويل والخوف من الملابسات والتساؤلات، مُمَارِساً الكتم والتعتيم على جرائم التحرش باعتبارها مجرد حوادث عابرة تزداد أذيّة  إذا ما جرى الإعلان عنها بملاحقة الجاني لينال عقابه..

فالانفتاح والتطور الحاصل في هذه المرحلة لم يجعل من الجاني فرداً سويَّ السلوك والأخلاق، ولم يقضِ على العقلية الجاهلة بما يُحدثه التحرش الجنسي من آثار نفسية وجسدية على المتحرش به/ـها وعلى المجتمع ككل، وملامسة لقضايا التحرش المنتشر بكثرة لم يكن المعزز الوحيد لها سوى الصمت في الإفصاح عن حالة التحرش مهما ازداد المتحرش قرابةً من الضحية، القرابة الجاعلة من جريمة التحرش أكثر فظاعةً..

وفي إحدى حوادث التحرش التي أُعلن عنها تمكنت (محامية) أن تبلغ بها منتهاها بتجريم الجاني وملاحقته، فمكانتها لم تمنعها من الإفصاح عن مجريات ما تعرضت له، بل منحتها الجرأة على تجاوز المتعارف عليه في هذه الحالة من صمت لا يردع مرتكبي جرائم التحرش ولا يخفف من الآثار الواقعة على المتحرش به، بل على العكس تماماً.

فظاهرة التحرش الجنسي بأخذها لأبعاد كبيرة، وملامستها لكل الفئات من النساء والأطفال والرجال، بحاجة إلى الإعلان عنها أولاً ومن ثمّ مواجهتها وتشديد العقوبة على المجرم كرادع  وحيد لغيره من أصحاب الفكر الإباحي والفطرة غير السليمة.

 

العدد 1105 - 01/5/2024