جاء رمضان بغصّة وحسرة

التحسر على الأيام الماضية هو العنوان الأبرز الذي يستقبل فيه السوريون رمضان هذا العام، فقد جاءنا هذا الواقع الحزين وضيّع علينا فرحة شهر رمضان، فها نحن أولاء نعيش وسط أزمة خانقة من غلاء كبير في السلع الرئيسية إن وجدت، ولهذا الغلاء أسباب عديدة ومتشعبة.

فالأسعار تسابق الدولار في صعوده، ولكنها تبقى محلقة تأبى النزول إذا تهاوى سعر صرفه. ثم الحواجز الكثيرة التي تؤثر على عملية نقل البضائع فتمضي أكثر من نصف النهار على الطرقات مما يؤدي إلى تلف الكثير منها، وخصوصاً اللحم الأحمر والخضراوات. هذا إضافة إلى جشع التجار الكبير وتراخي مراقبة الدولة عليهم، ما جعل الأسعار غير قابلة للمراقبة. أما الأسواق رغم ازدحامها فعمليات البيع والشراء قليلة لأن الغلاء جعل المواطن يشتري كمية قليلة من السلع أو يستغني عنها نهائياً. فلم يعد هنالك فرق بين الأسواق الراقية أو الأسواق الشعبية، فمعدل الأسعار واحد تقريباً، وزيادات الرواتب لم تحل المشكلة ولا جزءاً صغيراً منها.

وتزداد غصة السوريين وتكبر في هذا الشهر، فها هم أولاء مشتتون في بقاع الأرض، وفقدت العائلات بعض أفرادها. فبعد أن كان رمضان يجمع شمل العائلات جاءت الأزمة فألغت هذه الزيارات والعلاقات الأسرية أو حدّت منها، وتعود الذكريات للأيام الجميلة وللأحلام التي حملت السوريين على أمل التغيير، ليخيّم الحزن و الألم على ليالي السوري بانتظار حل أو فرج قريب!

العدد 1105 - 01/5/2024