القوة الذكية والفوضى الخلاقة!

(القوة الذكية) نظرية طورتها وزيرة الخارجية الأمريكية  كلينتون، عن نظرية للأكاديمي العسكري (جوزيف نامي) بعنوان (القوة الناعمة). ومفاد هذه النظرية أن على الولايات المتحدة استخدام جميع الأساليب الدبلوماسية والسياسية والإعلامية، وحتى العسكرية والمخابراتية، بالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء لتحقيق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية. وتلتقي هذه النظرية مع نظرية أوباما الذي انسحب من العراق وأعلن عن نيته الانسحاب من أفغانستان، ولكنه في الوقت نفسه يوافق على تدمير ليبيا، كما يفعل الآن مع ما يسمى (أصدقاء سورية) على تدمير سورية وتفتيتها.

إن نظرية (القوة الذكية) تختلف في جوهرها عن نظرية رايس (وزيرة الخارجية الأمريكية أثناء العدوان على لبنان، وصاحبة نظرية الشرق الأوسط الجديد). وتتلخص نظريتها الاستراتيجية فيما دعته (الفوضى الخلاقة) المعبرة عن رغبة الولايات المتحدة في بسط نفوذها وتأمين مصالحها وتغيير العالم بالقوة السياسية والدبلوماسية إن أمكن، وإلا فبالقوة العسكرية. وهذه النظرية تكتسب بعداً (أخلاقياً) عندما يتعلق الأمر بوجود إسرائيل وتدمير المنطقة.

في دولة ما: تطبق نظرية القوة الذكية بيسر وسهولة وتجري عملية الاقتتال الداخلي برغبة أمريكية (ذكية) تعمل على تأليب المواطن على الدولة، وتطبق نظرية الفوضى الخلاقة بجدارة ترضي كلا الطرفين، فوضى في دولة ما وخلاقة لدولة أخرى (الغرب) عن طريق إثارة الفتنة والاختلاف الديني والمذهبي والطائفي والعشائري وحتى العائلي، ومنع الحوار السلمي، وتقطيع البلاد  وتحويلها إلى مُدينات وبُليدات، وتحويل المواطن إلى ناشط إنساني وحقوقي، وناطق إعلامي، ومحلل سياسي واقتصادي واستراتيجيي، وقد أثبتت دولة ما ومواطنوها قدرتهم على تطبيق السياسات والنظريات الغربية بنجاح، فهذا أقل كلفة وأكثر نفعاً للغرب وإسرائيل.

أليست نظرية (القوة الذكية) ذكية؟ ونظرية (الفوضى الخلاقة) خلاقة؟!

العدد 1104 - 24/4/2024