لنحارب كي نُنقذ كوكب الأرض!

ياسمين أبو ترابي:

في 22 نيسان (أبريل) من كل عام يحتفل العالم بالأم الأرض، وهو حدث سنوي يُقام بهدف زيادة الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية، ويجري الاحتفال به في جميع أنحاء العالم من خلال المسيرات والمؤتمرات والمشاريع المدرسية وغيرها من الأنشطة.

​إن البشرية تتصرّف كما لو كانت ابناً ضّالاً أنجبته أمّنا الأرض.

​فنحن نعتمد على الطبيعة فيما نأكله من طعام وما نستنشقه من هواء وما نشربه من ماء. ومع ذلك فها نحن قد جلبنا الفوضى إلى العالم الطبيعي، وذهبنا نُسمّم كوكبنا بالملوّثات، ونقضي على أنواع من الأحياء، ونزعزع استقرار مناخنا بما نُطلقه من انبعاثات غازات الدفيئة. إن هذه التصرّفات تؤذي الطبيعة، وتُضرّ بالإنسانية. فنحن بهذا نُعرّض إنتاج الغذاء للخطر، ونلوّث محيطاتنا وهواءنا، ونخلق بيئة أكثر خطورة وأقل استقراراً، ونُعيق التنمية المستدامة.

من الواضح أن أمّنا الأرض تبعث إلينا دعوة عاجلة للعمل، فالطبيعة تعاني والمحيطات تمتلئ بالنفايات من كل نوع، ويزداد معدل درجات الحرارة المفرطة، ما يدفع لنشوب حرائق الغابات والفيضانات، فضلاً عن موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي الذي حطّم الرقم القياسي وألحق أضراراً بملايين الأفراد.

يؤدي تغيّر المناخ إلى تغييرات يتسبّب فيها الإنسان بأذى الطبيعة، فضلاً عن الجرائم التي تُعطّل التنوّع البيولوجي، مثل إزالة الغابات، وتغيّر استخدام الأراضي، والزراعة المُكثّفة والإنتاج الحيواني، أو التجارة المُتزايدة والمُجرمة في الأحياء البرية، وهذا كله يؤدي بالتأكيد إلى تسريع وتيرة تدمير الكوكب.

​فلنعمل يداً بيد، لاستعادة الانسجام مع الطبيعة، وتبَنّي أنماط الإنتاج والاستهلاك المُستدامة، وحماية أنفسنا من الضرر، فعند قيامنا بذلك سنخلق فرص عمل مناسبة، ونحدّ من الفقر، وندفع قُدماً بعجلة التنمية المستدامة. بما يعني كُبح جماح فقدان التنوع البيولوجي، ووضع حدّ للتلوّث، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة على مستوى العالم. وهذا يعني دعم الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية وسائر الفئات الأشدّ تضرّراً من أزمات التلوث والمناخ والتنوّع البيولوجي. كما أنه يعني تحقيق العدل المناخي للبلدان التي تقف على خط ِّالمواجهة مع فوضى المناخ، والإسراع بحشد التمويل والدعم اللذين تحتاج إليهما البلدان للعمل على إصلاح المناخ وحماية الطبيعة وتعزيز التنمية المستدامة.

(إن إصلاح العلاقة مع أمِّنا الأرض لهو أمُّ التحدّيات التي تواجه البشرية. ويجب علينا أن نتحرّك – الآن وليس غداً – لخلق مستقبل أفضل لنا جميعاً).

العدد 1105 - 01/5/2024