المُساكنة بين الجنسين.. فكر متقدّم أم انحدار أخلاقي؟!

د.عبادة دعدوش:

تعتبر قضية المساكنة من أهم القضايا التي تثير الكثير من الجدل والاهتمام في المجتمعات اليوم، فهي تُمثّل صورة متشعبة لعلاقات الجنسين وقيم المجتمع المحيط.

تعود جذور ظاهرة المُساكنة بين الجنسين إلى عوامل متعددة، منها:

– التغيّرات الاجتماعية والثقافية: لقد تطورت المجتمعات وتغيّرت القيم والمفاهيم المرتبطة بالعلاقات الاجتماعية، ممّا أدى إلى انتشار ظاهرة المُساكنة بين الجنسين.

– التحوّلات الاقتصادية: قد تكون المُساكنة بين الجنسين نتيجة للضغوط الاقتصادية التي يواجهها الأفراد، ممّا يدفعهم لمشاركة المسكن مع شخص من أحد الجنسين أو من الجنس المختلف لتقليل التكاليف.

–  نظرية التفكير المتقدم: بعض الأفراد ينظرون إلى المُساكنة بين الجنسين على أنها تعبير عن الانفتاح والحداثة في المجتمع، وأنها شكل من أشكال التطور والرقي والابتعاد عن التخلف.

الآثار المُترتبة عن المُساكنة:

– الفتنة الاجتماعية: قد تتسبّب المُساكنة بين الجنسين في خلق العديد من الصراعات والتوتّرات الاجتماعية خصوصاً مع ضعف الثقافة الجنسية في بلادنا التي لا يحصل عليها إلاَّ قلّة قليلة من المجتمع.

– التأثير على القيم الاجتماعية: إذ قد تؤدي هذه الظاهرة إلى تغيير قيم المجتمع وتقاليده، وبالتالي انحدار في المستوى الأخلاقي والديني كما يراه علماء الأديان.

– التأثير على الإطار القانوني: قد لا تكون هناك تشريعات واضحة في القانون السوري، أو حتى في دول عربية عدّة لتنظيم هذه العلاقات في بعض الأحيان، ممّا سيجعل الأمر مُعقداً للغاية حتى في الجانب القانوني.

لا شكّ أن هذه القضية مُعقّدة ومُتعدّدة الأبعاد بما يجعلها بحاجة إلى تحليل شامل ومُتعمّق لفهم تأثيراتها على الجنسين والمجتمع معاً.

ومن المهم النظر إلى هذه الظاهرة بعقلانية وفهمها بناءً على السياق الاجتماعي والثقافي والاخلاقي والديني لضمان التعايش السلمي والودّي داخل المجتمع.

العدد 1105 - 01/5/2024