2024 .. عام الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري | عام المؤتمر الرابع عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد

استحقاقان بارزان قرّرت اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي السوري الموحد، في اجتماعها الأخير، منحهما الأهمية القصوى خلال العام الجديد 2024، الأول منهما هو الاحتفال اللائق بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي السوري، أما الثاني فهو عقد المؤتمر الرابع عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد، تزامناً مع الاحتفال بالذكرى المئوية المجيدة.

التزامن بين الحدثين ليس عبثياً، فهذا الحزب الذي تأسّس في 28 تشرين الأول عام 1924، والذي يعدّ اليوم من أقدم وأعرق الأحزاب السورية، والذي امتزج تاريخه بنضالات الشعب السوري من أجل الاستقلال والسيادة ووحدة الأرض والشعب، ومواجهة الخطر الذي يمثله الكيان الصهيوني، لا على الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني فحسب، بل على المنطقة العربية برمّتها. هذا الحزب الذي ربط نضاله الوطني بنضاله الطبقي والاجتماعي، من أجل الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة السورية والفلاحين الفقراء والمثقفين، وجميع الفئات الاجتماعية الفقيرة، مازال يتابع نضاله منذ مئة عام رغم جميع المنعطفات والمصاعب والتغييرات الهائلة التي اتسمت بها العقود الماضية، والتي أدّت إلى تلاشي العديد من الأحزاب العالمية والعربية والمحلية، والمؤتمر الرابع عشر للحزب الشيوعي السوري الموحد الذي سيُعقد تزامناً مع الذكرى المئوية هو الدليل الحيّ على حيوية هذا الحزب العريق والتصاق نضالاته بتربة وطننا وبالمصالح العليا لشعبنا.

عند انهيار التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي في بداية تسعينيات القرن الماضي، تابع حزبنا نضاله الوطني والأممي وسط محيط من الدعوات الانهزامية والنظريات التي صدرت في الغرب، والتي اعتبرت سقوط هذه التجربة الغنية هو القاعدة، وبقاءها هو الاستثناء، وأن الرأسمالية خالدة إلى ما لا نهاية، وحلّل أسباب الانهيار والدروس التي خلفها، وسبل تحقيق أهداف الحزب بالاستناد إلى الظروف الملموسة في بلادنا. إن المرجعية الفكرية لحزبنا لن تشيخ أبداً بسبب اعتمادها لا على الفكر الاشتراكي فحسب، بل على أفضل ما أنتجه الفكر الإنساني الساعي إلى الحرية والعدل والاشتراكية والديمقراطية.

ستجري التحضيرات لهذين الحدثين البارزين.. العزيزين على قلوب الشيوعيين السوريين والقوى الوطنية والتقدمية وجميع الشرفاء في بلادنا، في ظل ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية تهدّد سيادة بلادنا، بسبب الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي والتركي للأرض السورية، وفي ظل محاولات بعض الواهمين من (قسد) بنيل الحقوق عبر تنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني بتقسيم سورية، وفي ظل أزمة اقتصادية واجتماعية ومعيشية كارثية تسبّب بها الحصار والعقوبات التي فرضتها الإدارة لأمريكية وحلفاؤها على سورية، وأيضاً بسبب سوء الإدارة الحكومية وتخبطها، وتراجعها عن مبدأ الرعاية الحكومية للفئات الفقيرة والمتوسطة، وانسحابها من العملية الاقتصادية، والهرولة العشوائية باتجاه السوق الحر من جميع القيود الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، وسيؤكد حزبنا في هذه المناسبة مواقفه الداعية إلى توحيد كلمة السوريين، وذلك عبر حوار وطني واسع وشامل، يضمّ جميع الأطياف السياسية والاجتماعية والإثنية، بهدف التوافق على الحل السياسي للأزمة السورية، ورسم ملامح المستقبل السوري الذي نسعى مع غيرنا من القوى الوطنية والتقدمية، أن يكون ديمقراطياً.. تقدمياً.. علمانياً.

أمام منظمات الحزب وأعضائه حزمة من المسائل الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، تشكّل بمجموعها توجّهاً مستقبلياً لمسيرة الحزب من أجل سورية الحرّة.. السيّدة.. الموحّدة أرضاً وشعباً، الملبّية لطموحات شعبها السياسية والديمقراطية والاقتصادية والمعيشية، ومن أجل وحدة الشيوعيين السوريين.

المجد للمؤسّسين الأوائل للحزب الشيوعي السوري!

العدد 1104 - 24/4/2024