ويستمر صراخ الفلاحين.. فهل تسمعون!؟

رمضان إبراهيم:

بدأت أصوات منتجي الحمضيات في الساحل السوري، كما هي العادة، ترتفع يوماً بعد يوماً مطالبة بتسويق إنتاج موسمهم الحالي، بعد أن تبين لهم أن عمليات التسويق تسير بوتيرة ضعيفة جداً، وأنهم يتعرضون لخسائر جسيمة، نتيجة ضعف التسويق للمحافظات، وعدم تدخّل السورية للتجارة حتى الآن، وشبه انعدام التصدير من الفائض المقدّر بنحو أربعمئة ألف طن!

ومع ارتفاع وتيرة هذه الأصوات تزداد حدة الانتقادات الموجهة إلى الجهات العامة ذات العلاقة، كما يزداد عدد الفلاحين الذين يقلعون أشجار الحمضيات ويستبدلونها بالأشجار الاستوائية، لأن أسعار منتجاتها من الأفوكادو والدراكون والباباي والقشطة وغيرها مرتفعة جداً مقارنة بأسعار الحمضيات المتدنية جداً والتي لاتساوي خمسين بالمئة من تكلفتها!

ولأن الأمور بنتائجها يمكننا القول إن ما شاهدناه من اجتماعات نوعية وغير نوعية ومن جولات، وما سمعناه من تصريحات ووعود في مجال التسويق.. لم ينته إلى نتائج إيجابية تذكر حتى الآن، ذلك أن حصيلة التسويق الداخلي بأسعار تغطّي التكلفة وحصيلة التصدير الخارجي للفائض بأسعار تنعكس بشكل إيجابي على الإنتاج والمنتجين ما زالت لتاريخه متدنية جداً جداً وفق ما أكده رئيس اتحاد فلاحي طرطوس والعديد من الفلاحين المنتجين للحمضيات وبعض العاملين في مجال التصدير!

الأسباب الكامنة وراء عدم تحقيق نتائج تذكر تعود برأينا لعدم التحضير الجيد مسبقاً للتسويق، فنحن لا نتحرك إلا في بداية كل موسم، ثمّ نبقى دون حراك فاعل حتى بداية الموسم القادم، وهكذا ضعف الدور التسويقي للسورية للتجارة رغم السلف المالية التي تعطى لها بدليل الكميات القلية جداً جداً التي تسوقها، وضعف التنسيق بين الجهات العامة ذات العلاقة فيما بينها وفيما بينها وبين المصدرين، وانعدام ثقافة تصدير الحمضيات التكاملية لدى القطاعين العام والخاص، ووجود الكثير من العقبات والصعوبات حتى الآن أمام التصدير والمصدرين وغياب استراتيجية وطنية موحدة للإنتاج والتسويق والتصدير، وعدم تنفيذ عدد من القرارات التي سبق أن اتخذتها الحكومات المتعاقبة بخصوص زراعة الحمضيات وتصنيعها وتسويقها داخلياً وخارجياً.

أخيراً:

كما هو الحال في كل موسم يتكرر صراخ الفلاحين في وجه الجهات المعنية لمساعدتهم بتسويق إنتاجهم ويستمر صمت تلك الجهات وعدم سماعهم لتلك الصرخات وكأن لسان حالهم يقول (كما في سكيتش يا بو مرعي):

+ يا بو مرعي

++ إي مين؟

+ أنا سلمى..

+ شو قلتي!!؟

 

العدد 1104 - 24/4/2024