اليوم العالمي للطفل غير السوري.. لا دعوة لأطفال سورية

رنيم سفر:

يحتفل العالم باليوم العالمي للطفل في ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، وبينما يندّد العالم كلّه تقريباً بانتهاك حقوق الأطفال وبسوء معاملتهم، ويطالب بتوفير الرعاية للأطفال ومنع عمالتهم. تَكشِفُ قصصُ الأطفال الجرحى في سورية ألفَ معاناةٍ، حينما تراقصت آلامهم في ظل حربٍ لا ترحم، حرب انتزعت لا حقوقهم فحسب، بل حرمت بعضهم من أسرهم وحمّلتهم أعباء تعجز أجسادهم الصغيرة عن تحمّلها، وعانوا من جراح قاسية، فنجد أطفال سورية ليسوا ضمن قائمة اليوم العالمي للطفل….

للأسف شقّ أطفالنا  الدروبَ الصعبة، حاملين آلامَ الفقدِ والدمارِ في قلوبِهم الصغيرة حالمين بالأمان والمدارسِ التي تُعلّم بحقٍ، وليس مايذهبون إليه فيعودوا فارغين من المعنى الحقيقي للمعرفة، لقد  حلموا  بكل مالا يفكر به الأطفال في عمرهم ببقية بلدان العالم، لأن معاناةَ الحربِ والفراقِ والقسوةِ  جعلت منهم كبار بعمر صغير، لينادوا بالرعاية والعدالة والسلام الحقيقي ولكن كل ذلك  تأرجح في ظلام الأزمات المتتالية علينا  لتصبح جميعها أحلام عابرة .

ففي يوم مثل اليوم وفي وضع كوضعنا نجد صعوبةً كبيرةً بتربية  طفلٍ ليس  خوفاً من المسؤولية الكبيرة المرمية على عاتقنا بل لاختلاف احتياجاتنا القديمة  عن احتياجاتنا الحالية، وبالنسبة للشعب السوري ففكرة  أن تصبح أباً وأماً تندرج تحتها تكاليف باهظة يعجز راتب واحد عن تلبيتها،  مع صعوبة تأمين  أولويات الطفل   فعلى سبيل المثال هناك صعوبة كبيرة في تأمين عبوة حليب الأطفال، حين وصلت سعر العبوة عنان السماء لدرجة أن الراتب لايكفي سوى ثمن عبوتين لا غير، ومع غلاء سعرها وفقدان أثرها لجأت العديد من الأمهات إلى تخفيف الحليب كي تبقى العبوة أطول فترة ممكن فتسكت معدة صغيرها بماء دافئ به القليل من الحليب، وبعدها تتعالى صرخات الصغار معلنةً  الجوع والألم  فكما يقول البعض  يبكي الطفل إما من الجوع أو من الوجع، ولكن في حالتنا لا ندري لماذا يبكي  صغيرنا ففيه  الاثنين جوع ووجع فألم البرد لايرحم و لا سكن دافئ في الشتاء ولا حتى لباس مناسب، فمال جيبنا لا يكفي لكل ذلك وحسب أموالنا نَجلب لصغارنا  لذلك تبقى أوصالهم  تهتز وترتعش برداً، وإن أمعنا النظر في وجوه الصغار لرأينا الاصفرار يكسي وجوههم بدلاً من اللون الأحمر الذي عليه أن يغطي وجناتهم الصغيرة ولن ننسى ضعف الرعاية الصحية فلا رعاية مناسبة ليحصلوا عليها وغيره الكثير فلا دعوة لأطفال سورية باليوم العالمي للطفل.

بالتأكيد نحن نُذنب و  نرتكب جرائم بحق أنفسنا وصغارنا، حين نجلب  أطفال على دنيا لانعلم كيف سنطعمهم  فيها ومن أين سنجلب لهم الطعام وكيف سيكون مصيرهم، ربما كانت لعنةً حلت على سورية وربما  كان مصيرنا الزوال إن استمرينا على هذا المنوال  فاليوم العالمي للطفل غير السوري..

 

 

العدد 1105 - 01/5/2024