الحزام والطريق

د. عامر خربوطلي:

الطريق هو طريق الحرير الذي كان يربط الصين بالعالم الغربي تاريخياً لتبادل السلع والمنافع، أما الحزام فهو الدول المجاورة للطريق السابق براً وبحراً، أما المبادرة فهي مبادرة.

(الحزام والطريق) أطلقها الرئيس الصيني (شي جين بينغ) عام 2013 وقامت على أنقاض طريق الحرير في القرن التاسع عشر، لربط الصين بالعالم لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية.

وهي تهدف للتركيز على الاستثمار في البنية التحتية والتعليم ومواد البناء والسكك الحديدية والطرق السريعة والعقارات وشبكة الطاقة والحديد والصلب، باختصار الهدف منها بناء سوق كبير موحّد، والاستفادة من الأسواق الدولية والمحلية من خلال التبادل الثقافي والاقتصادي، وخلق نمط مبتكر لتدفقات رأس المال وبناء قاعدة بيانات التكنولوجيا، مما يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي في الدول والأقاليم التي سيمر بها (الحزام والطريق).

والمبادرة تتضمن عدة محاور منها:

-المحور التجاري من خلال فتح خطوط تصدير متنامية وتحالفات جديدة.

-المحور النقدي من خلال تشجيع التعامل بالعملة الصينية في التعاملات التجارية والمشاريع.

-المحور الجيوسياسي: خلق تحالفات من خلال الجغرافية السياسية للدول التي سيمر بها هذا الطريق.

ما يهمّنا في هذا الحديث أن سورية انضمت منذ حوالي عام ونصف إلى هذه المبادرة، وأصبحت قادرة على الاستفادة من جميع المشاريع والمحاور حتى عام 2049 وهو عام الانتهاء من التنفيذ الكامل لجميع المشاريع والبنى التحتية.

الصين هذه الدولة التي استطاعت خلال مدة قصيرة أن تتمتع بأعلى ناتج محلي إجمالي في العالم، وبتعاملات تجارية هائلة وصناعات ضخمة وقدرات فائقة على تنفيذ مشاريع البنية التحتية العملاقة والتقانات الجديدة، إنه العملاق الصيني الذي يزداد قوة وانفتاحاً والقدرة على تغيير صيغ التعاون التقليدية بين الدول لتصبح شراكة استراتيجية في تبادل المنافع وتحقيق أعلى درجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

النمو القادم من الشرق لم يعد كلاماً شاعرياً، بل أصبح حقيقة واقعية، ومن المتوقع أن يحظى الاقتصاد السوري بمنافع كبرى من هذه الشراكة وهذه المبادرة.

 

 

العدد 1105 - 01/5/2024