معادلة صعبة الفهم والتصديق!

عمار الشيخ علي:

يقال: لكلٍّ من اسمه نصيب، لذلك تبدو وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تعمل جاهدة لتحقيق الجزء الثاني من اسمها (حماية المستهلك)، وذلك بـ(تدخلها الإيجابي) في مختلف السلع.

بدأ هذا التدخل بأشكاله التقليدية في السنين السابقة، عبر سلل غذائية في شهر رمضان لم تلقَ القبول الكافي من الشريحة المستهدفة بالتدخل.. وتبعها تدخل بسلع أخرى، بدأتها مؤخراً بالبصل، بسعر ٦٠٠٠ ليرة للكيلو، متدرّجة من منح كيلو ثم ٢ كيلو إلى ٤ كيلو أسبوعياً وبالسعر ذاته: ٦٠٠٠ ليرة للكيلو الواحد.

ثم أعلنت الوزارة عن سلة رمضانية بقيمة ٩٩ ألف ليرة، مكونة من عدة سلع، إذا جمعت أسعار هذه السلع فالنتيجة قريبة من سعر السوق.. متناسية عند أن الـ٩٩ ألف تنسف الراتب المنسوف أصلاً.

بعد ذلك أعلنت عن تدخلها بمادة الحمّص، بمعدل ٢ كيلو شهرياً بسعر ٧٠٠٠ ليرة لكل كيلو.. والبرغل بمعدل ٢ كيلو أسبوعياً بسعر ٥٠٠٠ لكل كيلو.

كما أعلنت عن تدخلها بالشرحات واللحمة.. على أن يكون كيلو الشرحات بـ٤٠ ألف ليرة سورية..

وبحساب بسيط ولو أغفلنا كل جوانب الحياة الاخرى، إذا ما أراد المواطن الاستفادة من هذا (التدخل الإيجابي)، فإن ما سيخرج من جيبه المثقوب أصلاً لهذه المواد التي لا يغطي إلا نسبة قليلة مما يحتاج (بصل ٢٤٠٠٠+ حمص ١٤٠٠٠+ برغل٤٠٠٠٠+ كيلو شرحات ٤٠٠٠٠) يساوي ١١٨٠٠٠ ليرة شهرياً.. فكيف لوزارة تعرف أن راتب الأسر المستهدفة بالتدخل لا يتعدى الـ١٥٠ ألفاً وتتدخل بأربع سلع فقط بـ١١٨٠٠٠؟ وبسلة غذائية بسيطة بـ٩٩٠٠٠؟

هذه المعادلة صعبة الفهم والتصديق!!

يبدو صحيح أن لكلٍّ من اسمه نصيب، وتعمل الوزارة على تحقيق ذلك، من خلال تكريس اسمها (التجارة الداخلية)!

 

العدد 1105 - 01/5/2024