إنارة الشوارع والأنفاق

رنيم سفر:

ختمت الحرب على قلوبنا وعقولنا، وحلّت بلعنتها علينا، فأضحت بداخلنا وسيّرت الكثيرين وبرمجتهم على بثّ الفساد عوضاً عنها، فلا رقابة داخلية لدينا، وبعدما توّجنا بـ(انتصارنا)، وجدنا أنفسنا بفترة نهب ما بقي مما نُهب منا، فأصبحنا نسمع ونقرأ عن حالات كثيرة من سرقة وجرائم وحوادث ساعد على زيادتها العتمة والليالي السود، بسبب قلة الإنارة الليلية وانعدامها في أغلب الشوارع.

واليوم وللقضاء على هذه الفوضى ووضع حد لها، حسب ما نظم المعنيون، يجري تركيب أنظمة مراقبة للطرقات والإنارة الدائمة في أوتستراد المزة وشارع المعرض بدمشق، فبالنسبة لتركيب أنظمة مراقبة للطرقات في العاصمة، كشف وسام محمد (مدير الإنارة والكهرباء في محافظة دمشق) أن أنظمة المراقبة تشمل أوتستراد المزة وشارع المعرض فقط، وبيّن أن الغاية من الكاميرات هو ملاحقة السيارات التي تتسبب بحوادث دهس وتلوذ بالفرار، إضافة إلى المراقبة العامة للطرقات، وذلك بناءً على طلب من فرع مرور دمشق.

وبعد قراءة المعطيات وتحليلها يبقى التساؤل: لماذا اقتصر تركيب هذه الأنظمة على شارع وأوتستراد فقط، ولم يشمل كلّ الشوارع؟ أيعقل أن تقتصر السرقات على هذه المناطق فقط؟ وللعلم فإن زيادة هذه السرقات لم يأتِ من عبث، فالضائقة التي يعيشها أغلب السوريين جعلتهم يسعون للبقاء في ظل الظروف اللّاإنسانية، نحن لا نبرر للسرقة لكننا نبحث عن منبعها الأساسي لنقضي عليها، فالوضع خاطئ ولا يحتمل التأجيل، وبإمكاننا إنارة كل الشوارع وتركيب أنظمة مراقبة بمشاركة المجتمع الأهلي وبدعم من الدولة، فالوضع لا يطاق والشوارع باتت موحشة ومظلمة وملاذاً مناسباً للسرقات والجرائم وانتشار حوادث السير.

وحسب ما ذكر (محمد) فقد بلغت نسبة تركيب أنظمة طاقة شمسية لإشارات المرور في دمشق 95%، شملت معظم المحاور الرئيسية والطرقات الفرعية التي توجد فيها إشارات المرور، مبيناً أن العمل جارٍ على تركيب إنارة بالطاقة الشمسية لساحة العباسيين وتفرّعاتها.

وبالنسبة لنفق العباسيين، أكد مدير الإنارة والكهرباء تجهيزه من الحالة الفنية، ونحن بانتظار مدخرات و(أنفرتيرات) ستقدم كتبرع من قبل شركة خاصة، وبعد ذلك ستجري إنارة النفق، مضيفاً أن مشروع إنارة كراجات العباسيين يواجه عوائق قانونية بين المحافظة والشركة المنفذة، فقد رُكبت الأعمدة مع بداية الحرب وتعرّضت لسرقة الكابلات والألواح، والمحافظة لم تستلم المشروع من الشركة كونه لم يكتمل بعد.

وختم بقوله: (ننتظر انتهاء الإجراءات القانونية لاستكمال تنفيذ المشروع من قبل الشركة).

بالفعل، إن إنارة نفق العباسيين أمر مهمّ جداً لتقليل حوادث السير، وهي مشكلة وجب حلها من قبل لتفادي خسارة الأرواح المتبقّية وحماية من بقي منا فقد تأخرنا كثيراً.

وفي الختام، دمتم ودمنا سالمين!

 

العدد 1107 - 22/5/2024