النصر لنقابات العمال الفرنسية!

يوسف فرحة:

فرنسا والنقابات العمالية الفرنسية ذات التاريخ العريق في النضال، وتصاعد الإضرابات العمالية المليونية العارمة التي اجتاحت معظم المدن الفرنسية، وأهمها باريس العاصمة، احتجاجاً على تعديل قانون التقاعد وتمديد الخدمة إلى 64 عاماً.

يوم الخميس 23/3/2023 انضم 31% من عمال المصافي ومراكز النفط الكبرى إلى المضربين عن العمل، ومع تصاعد العنف من قبل الشرطة، جرى توقيف 457 عاملاً وعاملة، وإصابة 441 من رجال الأمن خلال التظاهرات. وتأجيل زيارة تشارلز ملك انكلترا إلى فرنسا بسبب خطورة الأحداث المرشحة للتصاعد.

لماذا تصر الحكومة، رغم معارضة أغلبية الشعب، على تنفيذ القانون الذي يمس مصالح أعداد كبيرة من العمال الفرنسيين الذين يحصلون على التقاعد؟

ولماذا يصر الرئيس ماكرون على تنفيذ القانون، وهو يعلم أن التركيبة الهرمة للنظام الاجتماعي، يجب تعديلها لمصلحة عاملات وعمال فرنسا وليس العكس؟

ماكرون الذي يمثل الرأسمال الليبرالي وهو في آخر عهدة رئاسية له، وبعد أن تجاهل حركة أصحاب الستر الصفراء، حتى انكفؤوا، يلقي خطاباً مستفزاً لكل الفرنسيين مؤكداً عدم التراجع عن تنفيذ القانون، وهو يراهن اليوم على تراجع الشارع وحركة النقابات العمالية، بعد أن انتهت مقاربة الحكومة الحالية معها، وكان البارحة يوم الخسائر الكبرى!!!

بعد أن توحدت النقابات العمالية الفرنسية ذات التاريخ النضالي العريق، أصبحت اليوم هي الصوت الأقوى في كل ساحات النضال، وهي ستكون صاحبة القرار والضغط الأقوى في الشارع من أي رئيس، مما سيجعل المسخ ماكرون مرغماً على التراجع أمام وحدة الطبقة العاملة الفرنسية ومنظماتها النقابية الموحدة.

عاش نضال الطبقة العاملة الفرنسية، وكل التضامن مع عمال وعاملات فرنسا!

النصر لنقابات العمال الفرنسيين، يا عمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا بوجه الأنظمة الليبرالية المتوحشة، رأس الأفعى للنظام الإمبريالي العالمي!

العدد 1105 - 01/5/2024