بين (تكامل) ومديرية النقل.. تعقيدات بلا حدود!!

رمضان إبراهيم:

الكثير من الاتصالات الهاتفية وبعض الشكاوى الخطية من مواطنين وصلت إلينا عبر البريد الالكتروني أو عبر صفحتي الشخصية، تتحدث عن معاناتهم بين النقل ومركز تكامل في مدينة طرطوس، فالمواطن يضطر لمراجعة المركز عدة مرات حتى يتمكن من إنجاز بطاقته، كما يمضي منتظراً دوره عدة ساعات أو يوماً كاملاً إذا حظي بتسجيل اسمه عند وصوله فجراً.

السيد أحمد عيسى يقول إنه من خلال مراجعته لمركز تكامل تبين أن المركز يفتح الساعة الثامنة صباحاً، بينما يأتي المراجعون قبل الساعة السابعة لحجز دورهم، ثم عليهم الانتظار أحياناً حتى الساعة الثالثة والنصف وقد لا يتمكنون من الدخول، فيعودون في اليوم التالي.

معين محمود يقول إن من التقاهم فد جاؤوا إلى المركز إما لتغيير بطاقة الآلية أو لتغيير بطاقة الدراجة النارية أو قطع بطاقة عائلية للخبز والمازوت أو إدخال ولد جديد عليها، إضافة إلى مراجعات أصحاب بطاقات معتمدي الغاز وبطاقات معتمدي الخبز وغيرها من مدينة طرطوس ومن الريف القريب من هذا المركز يأتون إليه.. وهذه المشاهد والازدحام تتكرر يومياً.. مع العلم أن ضابط شرطة وعنصرين موجودين لتنظيم الدور ووقف المشاكل والشتائم بين المراجعين.

هذه الشكوى وضعناها بتصرف كل الجهات ذات العلاقة، وطلبنا رداً عليها أو معالجة لها، لكن للأسف لم ترد أي جهة منها. توجهنا إلى المركز في حي الضاحية على المدخل الجنوبي لمدينة طرطوس، وهناك وجدنا أعداداً كبيرة تنتظر وتتحدث بغضب، والبعض قال لنا إنه يأتي لليوم الثاني دون جدوى بسبب الازدحام، ومنهم عسكريون لم يتمكنوا من إنجاز معاملاتهم، وبينهم متقاعدون ونساء والجميع شكا لنا هذا الواقع وهذا الازدحام.

دخلنا إلى المركز وكانت الساعة نحو التاسعة والنصف صباحاً، وتبين لنا أن المركز غير مناسب إطلاقاً للعمل، ويفتقر لاستيعاب عشرة مواطنين، لأن المركز عبارة عن غرفة كبيرة تابعة لإحدى الجهات غير الرسمية، تبرعت بها، والبقية عليهم البقاء في الخارج في الحر والبرد حيث لا مظلات ولا أي شيء يحميهم.

حاولنا الحديث مع المعنيين هناك لكن دون جدوى، ولهذا كان لا بد من لفت النظر إلى ما يعانيه الإخوة المواطنون في هذه الظروف، مع الاشارة أنه تم تركيب لوحي طاقة شمسية لبقاء العمل وعدم توقفه مع قطع التيار الكهربائي. وأشار بعضهم أن معظم المراجعين بسبب إلغاء دفتر ميكانيك السيارة وتحويله إلى (كرت)، مثل الهوية يحتاج إتمام العمل إلى إدخال عدة وثائق وبيانات تكون معهم وأحضروها من مديرية النقل بطرطوس، فتبين لنا من خلال التدقيق أن الوضع لا يطاق، وأن متوسط عدد المعاملات في اليوم قفز من نحو 600 معاملة إلى نحو 1800 معاملة بسبب ما طلب إليهم من تكامل لإلغاء الرخص بالدفاتر علماً أن من يجددون له اليوم سيضطر لتجديد رخصته عند انتهائها بعد شهر أو شهرين أو ثلاثة، وكان يفترض ألا يطلب من الجميع دفعة واحدة تجديد التراخيص إنما مع نهاية فترة رخصة كل سيارة.

أعتقد أن حل هذه المشكلة يكون باستئجار مقرات لائقة من قبل (تكامل) مع توفير كل مستلزمات العمل فيها، أو صدور موافقة مركزية لاستيعابها في مراكز خدمة المواطن.

أخيراً

في ضوء ما تقدم وغيره يتبين مدى الحاجة الملحة جداً لتدخل جهة ما للتنسيق بين النقل وتكامل ومعالجة الأسباب (المركزية) التي أدت وتؤدي إلى ما يعانيه المواطنون دون مبرر من ازدحام وانتظار ونفقات وهدر للوقت، وإيجاد حل جذري للواقع القائم، فالمواطن لم يعد يتحمل المزيد من الجوع والبرد والتسويف والتهميش أيضاً.. فإلى متى!؟

 

العدد 1104 - 24/4/2024