رهاب الطوابق العليا اليوم!

ريم سويقات:

عزيزي القارئ، كيف يعيش السوريون اليوم القاطنين في الطوابق العليا من الأبنية المرتفعة كالأبراج؟

منذ حدوث الزلزال في ٦ شباط من الشهر الجاري الذي أصاب بعض المحافظات السورية، التي أصبحت منكوبة اليوم بسبب ما أحدثه الزلزال من دمار، يعيش المواطنون الذين لم يتضرروا منه في حالة خوف وهلع، وخاصة الذين يقطنون في الطوابق العليا.

وقد أشار بعض المواطنين في محافظة طرطوس الذين يعيشون في شقق سكنية عالية كالطابق الرابع أو الخامس وما فوق أنهم يشعرون بالهزات الأرضية الخفيفة منها والقوية، على عكس من يعيشون في الشقق السكنية المنخفضة الارتفاع، وأضاف أصحاب الشقق السكنية المرتفعة أنهم لا يستطيعون اللحاق بالوصول إلى الشارع عند الخروج من المنزل أثناء حدوث هزات قوية، وبالطبع لا يستطيعون استخدام المصاعد خشية حدوث كارثة أكبر.

ونتيجة لِما سبق، أقدم بعض مالكي الشقق السكنية العالية إلى ترك منازلهم والعودة إلى الريف، أو النزوح عند أحد الأقارب لفترة غير معلومة، بينما كان البعض منهم أكثر خوفاً، فعرضوا منازلهم للبيع بأسعار أقلّ من السعر المتداول قبل وقوع الزلزال، بينما خفّض البعض منهم أجرة المنزل للمستأجرين في الطوابق العليا ممن بقي لديه قلب قوي يمكنه من العيش فيه، في وقت ازداد فيه الطلب على استئجار طوابق أرضية أو شرائها.

أيها السادة، كَثرت حالات الوفاة بسبب الحالات العصبية وما نجم عنها من انهيار نفسي، بعد حالات الهلع والخوف من أي هزة جديدة تذكّر السوريين بتاريخ ٦ شباط، ولذلك من المفيد والضروري نشر الوعي وطمأنة الناس حول الأضرار الفعلية التي يسببها الزلزال حسب الدرجات على مقياس ريختر، خاصة بعد تحول ذلك الخوف إلى مرض حقيقي يتطلب معالجة فعالة.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1107 - 22/5/2024