إلى متى يطول الانتظار؟

ريم داوود:

لم يعد بالإمكان أن ننظر إلى الإنسان السوري بعين الدهشة والاستغراب إن انفجر بركانه الخامد، ذاك القوي، النبيل، الشهم، الذي واجه ويواجه حرباً كونية بكل ما تعنيه الكلمة من حرب عصابات، أوبئة، حرائق، زلازل وهزّات أرضية، فضلاً عن براكين الغلاء الحارقة التي تقسم ظهره نصفين.

وعلى الرغم من كل ما يمرُّ به هذا الشعب من تحديات وصعوبات تعيق تقدمه واستمراره، إلاّ أننا لانزال نجد الرحمة تملأ صدره، والإيمان برجاء عظيم يفعم قلبه، لاتزال أصابع يديه تتشابك ببعضها لترفع عن إخوته البلاء والألم، كلٌ قدر استطاعته علّنا في تكاتفنا نضمّد جراح بعضنا.

لوحة من الإعجاز رسمها الشعب السوري على الرغم من ضيق حاله وقلّة ماله إلاّ أنه كتب عنوان الشرف، وخطَّ أسمى آيات الوفاء لأخيه الإنسان السوري.

كيف لا ونحن نتجرع العلقم ذاته؟

مشهدٌ يستحقّ التجسيد، يستحقّ أن تكتب عنه الروايات. نعم، إنه الشعب السوري يا سادة هو من أكرم وطبّب وداوى، هو من استقبل وطبطب وأعان، هو من قدّم وضحّى دونما مقابل، يقدّم اليوم لنا أرقى مشاهد التعاون والتكافل رغم وجعه وأنينه، رغم ضيقه وقلّة موارده، رغم قسوة الحياة وذلِّها.

*ضاقت صدورنا ونفد صبرنا

في كل يوم، ومع كل صباح، مع كل شهيق نتبادله ومع الزفير نتساءل: ما الذي ينتظرنا بعد؟

ألم ينتهِ ذاك القصاص؟ أما آن الأوان لنتنفّس الصعداء؟!

أسئلة لا أجوبة لها سوى الإيمان المطلق بأن شمس الحياة ستشرق غداً، لتكوي بنارها جراح الملايين، مُطهِّرَةً مُعقِّمَةٍ أرض وطننا من كل دنس طالها.

غداً هو الأمل والنور والإشراق، فمن دون أمل لا حياة ولا استمرار، بل الجمود والخمول والفناء.

العدد 1105 - 01/5/2024