ما وراء الزلزال!

ريم سويقات:

بعد مرور ١٥ يوماً على وقوع الزلزال الذي أصاب محافظات (حلب، اللاذقية، إدلب، حماه، طرطوس)، التي يُطلق عليها اليوم (المحافظات المنكوبة) بسبب الدمار الكبير جداً الذي خلّفه الزلزال فيها، ما زال أغلب السوريين يشعرون حتى الآن بالرهاب والقلق بعد حدوث أي هزّة أرضية على اختلاف شدتها، مما شكّل اضطرابات نفسية عديدة وخاصة لدى الأطفال.

وما زاد الأمر سوءاً هو الإشاعات والتهويل على وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار كاذبة أو إظهار مشاعر خوف مبالغ بها، خاصة عند وقوع الهزّات الارتدادية التي تسجل درجات منخفضة على مقياس ريختر. وهذا أدى الى انتشار تلك المشاعر السلبية إلى الآخرين، كنشر مقاطع فيديو تمثل معاناة الأطفال أو الأبنية المتهدمة وغيرها من الأخبار التي تدعي أنّ مناطق معينة لم تصلها مساعدات، وهي في الحقيقة غير ذلك.

إنّ وقعَ ما سببته الكارثة من خسائر بشرية ومادية على نفوس السوريين، لا يُحتمل، فكيف ستكون حالتهم النفسية عند وقوع هزّات جديدة يُبالغ البعض في تأثيرها؟

يعيش السوريون اليوم، آلاماً نفسية عديدة، وخاصّة الأطفال منهم. وهؤلاء بحاجة إلى وجود فرق طبية متخصصة بمعالجة الحالات النفسية، حتى يتمكن الاطفال من استيعاب ما حدث بعد الصدمة.

ربما ما خفف من بعض المعاناة، هو وحدة قلوب السوريين وتكاتفهم لتقديم يد العون بشتّى الطرق، واحتواء حاجات المتضررين بشكل إسعافي سريع، لقد أثبت السوريون في هذا المصاب أن الانتماء الوحيد الذي يجمعهم هو الانتماء إلى الإنسانية بصرف النظر عن الاختلافات الطائفية والإثنية والإيديولوجية. وهذا خفّف من هول الفاجعة.

أيها السادة، إن ما يأمله المتضررون اليوم هو تأمين سكن جديد يأويهم مع أطفالهم، دون تحمل أي أعباء مادية، لا أن يجري إطلاق قروض للمتضررين، إن ذلك يشبه ما يسمى، (فوق الموتة عصّة قبر). إن مشاركة الحكومة في حب السوريين لبعضهم البعض ستساهم في إنقاذ الضحايا، بعيداً عن المكتسبات المادية والقرارات التي تؤلم في الصميم.

قد يكون حل أزمتنا وكارثتنا ناتج عن ذلك التعاطف الإنساني، ساهموا في ذلك أيضاً ووحّدوا كلمة السوريين.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024