رفع سعر المازوت زلزل سورية في عيد الحب

السويداء- معين حمد العماطوري:

يبدو أن عيد الحب، في هذا العام، أثّر سلباً على المجتمع وإيجاباً على رجال الأعمال، وعلينا أن نذكر أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، تعمل على إرضاء من يسعى لزلزلة العلاقة بين أفراد المجتمع والجهات المعنية، لأن حجم العلاقة والارتباط قائم على الاستثمار والاستغلال وليس على التكافل والتكافؤ، ولأن محبة الوزارة كبيرة للمواطنين فقد أعلنت يوم عيد الحب رفع سعر المازوت للفعاليات الاقتصادية، وأنها تحتفل بحبها من خلال رفع سعر المازوت، لتكون مناهضة لحدث الزلزال الذي جعل أربع محافظات سورية مناطق منكوبة، وهي تعالج الكارثة الطبيعية بكارثة اقتصادية، تطبيقاً للمثل الشعبي القائل: (رعبة بتفكّ رعبة)، إذاً هي تعمل على تأجيج روابط المحبة، حينما ترفع سعر المازوت من 3000 ل س إلى 5400 ل. س، أي أن الزيادة تقترب من 100 بالمئة، على الفعاليات الاقتصادية.. وهذه الفعاليات ستعكس هذا الارتفاع على السلع ودافع الضريبة وقيم الارتفاع والتضخم، وهو المستهلك، لأن وزارة التجارة الداخلية وحماية التجار ورجال الأعمال، عفواً المستهلك شكلاً، تعمل لحمايتهم، بطرق تعود بالضغط على المستهلك.

المواطنون في السويداء يعملون، بمبادرات عديدة شملت الفعاليات الأهلية والمجتمعية والدينية والاقتصادية، لمساندة إخوتهم في المحافظات السورية المنكوبة، بسبب كارثة الزلزال التي أصابت محافظات اللاذقية وحماه وإدلب وحلب، وقد أوضح العديد من تلك الفئات المجتمعية أن الزلزال كارثة طبيعية أثر على عدد من المحافظات، وقد عبّر السوريون من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب عن وقوفهم مع أهلهم وإخوتهم في تلك المحافظات، للخروج من محنتهم، على حساب قوت أطفالهم وفقرهم، بينما كارثة الزلزال التي أحدثتها وزارة حماية المستهلك، برفعها سعر المازوت، تستهدف الوطن بكامله ومواطنيه، والسؤال: من يساعدنا على التجار ورجال الأعمال لإيقاف رفع الأسعار والتدهور المعيشي الذي يعيشه المواطن السوري بعد أن وصل إلى مرحلة الموت الحقيقي؟!

كيف يُرفع سعر المازوت على الفعاليات الاقتصادية؟ وما هي المبررات؟ وما حجم انعكاساته السلبية على المستهلك؟

ما المبرر المنطقي لرفع سعر المازوت في ظروف صعبة والوطن يحاول النهوض من كارثة ألمّت به، والشعب يقتطع من قوته وخبزه اليومي لمساعدة إخوته؟

يبدو أن (من الحب ما قتل) وفي عيد الحب قدمت وزارة حماية المستهلك وردة حمراء للمواطنين، برفعها سعر المازوت للفعاليات الاقتصادية التي ستقدم للمستهلكين خوازيق رفع الأسعار بالدم!

حقّاً، زلزال الطبيعة يبدو أرحم من زلزال حماية المستهلك على السوريين.. ودمتم دام فضلكم!

العدد 1105 - 01/5/2024