مليون بشهر أو يومين؟ خدمة الألمان؟ خدمة الوطن لعشر سنوات دون مسابقة في القطاع الصحي؟

ريم سويقات:

عزيزي القارئ هل تفضّل أن تكون حربوقاً وتجني ثروة بعد عامين فقط من تخرجك في أحد المعاهد التقنية، أم تدرس اثني عشر عاماً طب بشري ثم تذهب وتعالج الألمان، أم تفضل أن تلتزم بخدمة وطنك في القطاع الصحي لعشر سنوات دون الحاجة إلى مسابقة؟

بين تصريحات وزير التربية ووزيري الصحة والتعليم العالي، يعزّي المواطنون السوريون أنفسهم مجدداً على ضياع الأمل بتحسين واقعهم، بعد تصريحات متناقضة في حكومة واحدة،

بينما يقف الطالب السوري دقيقة صمت حداداً على مستقبل أكثر ضبابية، حائراً أي خيار أفضل.

إذ سأل وزير التربية دارم طباع خلال لقاء له على قناة التربوية السورية بكل شفافية وبعيداً عن المثاليات: (أيهما أفضل أن ندرس 10 أو 12 سنة طب واختصاص، وبالأخير نروح على ألمانيا نعالج الألمان. أو ندرس سنتين وندخل سوق العمل ونطالع مليون أو مليونين).

وأضاف مجيباً نفسه على السؤال أن (الطبيب بيطالعلو بالشهر مليون لمليون ونصف، وهدول عامل تكييف بيطالعن بيومين). داعياً الناس لتغيير عقليتها تجاه التعليم المهني.

تلاها تصريح وزير التعليم العالي بسام إبراهيم ووزير الصحة حسن الغباش اللذين كان لهما رأي مختلف عن وزير التربية (الطباع)، بعد أن أصدر السيد الرئيس بشار الأسد المرسوم ١٦ لعام ٢٠٢٢ في ٢٩ /٨/٢٠٢٢ الذي يتضمن قبول عدد من طلاب كليات الطب ومن حملة الإجازة في الطب كملتزمين بالخدمة لدى الجهات العامة دون الحاجة إلى مسابقة…

إذ رأى الوزيران أن المرسوم ١٦ يهدف إلى تشجيع دراسة العلوم الطبية بهدف خدمة الوطن كونه يعطي فرصة للطلاب بالدخول إلى كلية الطب البشري، وهو في نفس الوقت يحمي القطاع الصحي ويعززه بالكوادر.

وهنا يتساءل المواطنون كيف يمكن لحكومة لا يوجد فيها اتفاق في التوجهات والآراء أن تحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي أفرزتها الأزمة وأثقلت كاهل السوريين؟ وكم عزاء آخر سنقوم به في ظلّ هذا التخبط الحكومي؟!

أيها السادة، إن طرح الرؤى الحكومية لا يكون بشكل عشوائي وبعيداً عن الحسابات والدراسة..

فإذا كان وزير التربية يضع في خطته الحكومية لهذا العام دعم التعليم المهني وهو بلا شك أمر هام، فمن غير المنطق أن يدعو إلى التقليل من أهمية دراسة الطب، لإحلال اختصاص مكان الآخر، رغبة منه في تحسين الواقع المعيشي بالطريقة الأسرع. علماً أن بلدنا يعاني من نقص في الكوادر الطبية بعد هجرة الكثير منهم إلى الخارج، فكان صدور المرسوم ١٦ تلبية لهذا النقص الحاصل، وهذا ما يدحض رأي وزير التربية بدراسة الطب.

اتفقوا على خط واضح واحد يكون في مصلحة الجميع

دام عزّكم، أيها السادة، ما رأيكم؟!

العدد 1107 - 22/5/2024