(الروس يقاتلون لتجنب الانحطاط الغربي مثلنا)

طلال الإمام_ السويد:

منذ بدء الحرب في أوكرانيا تتناول مختلف وسائل الإعلام العالمية والمتابعين الأخبار والتحليلات حولها. ربما من السهل تناول مجريات هذه الحرب من الناحية العسكرية.

لكن هناك من يبحث في أسبابها الحقيقية، حسب وجهة نظره، بعيداً عن تلك التحليلات.

أحد تلك التحليلات التي تستحق الوقفة مقالة بقلم جوردان بيرنت بيتيرسون نقلتها وسائل إعلامية سويدية (Jordan Bernt Peterson كندي الاصل وهو كاتب وطبيب في علم النفس والمجتمع والديانات). جاءت المقالة بعنوان صادم: (الروس يقاتلون لتجنّب الانحطاط الغربي مثلنا).

سوف أتناول أهم الأفكار الواردة في المقالة دون تبنّي كل ما ورد فيها، تاركاً للقراء الأعزاء استخلاص العبر من أفكارها.

* الحرب في أوكرانيا هي حرب ثقافية بين مخاوف الروس المحافظين والعالم الغربي المتدهور بشكل متزايد وأفكاره السيئة.

* تركيز أوربا الغربية على الأفكار الجندرية الصارمة، الهوية الجنسية والجنس العابر للأنثى والذكر مما جعل أوربا غير قادرة على تحديد ماهية المرأة وما هو الرجل ومفهوم الإنجاب.

* غرور التفوق الأوربي الأمريكي ثقافياً وعسكرياً وحضارتهم مع رغبتهم بتصدير ثقافتهم للعالم ونهب ثروات العالم بثمن بخس.

* عدم احترام الثقافات الأخرى.

* يجد الروس أن الغرب الأوربي اصيب بالجنون التام وهو يريد تصفية الثقافة والحضارة الروسية لتذوب في الانحطاط الغربي.

.* الحرب الحالية هي ثقافية أولاً، يحاول فيها الروس وقف توسع الانحطاط الأوربي الذي يزحف ويغزو العالم وروسيا، ولكسب هذه الحرب يتم استخدام كل الأدوات المتاحة: القوة العسكرية والاقتصادية والإعلامية.

* هذه الحرب الثقافية هي في الواقع تفسير لماذا هذا الهياج الأوربي في حب أوكرانيا ضد روسيا.

* يعلم الأوربيون أن هذه معركتهم الثقافية الحضارية لكي يستمروا في الهيمنة والريادة.

* أن مقدار ما لدينا من الأخلاق الثقافية والحضارية يجب أن يكون موضوع نقاش جاد.

* الرئيس بوتين رافض وممتعض لهيمنة الثقافة والحضارة الأوربية التي تسحب العالم للانحطاط. ويفضل بوتين المجازفة بحرب نووية بدلاً من الانجرار إلى حماقة الغرب والانحطاط مثلها.

* يعتقد الروس أن لديهم واجباً أخلاقياً لمعارضة الأفكار المحنطة للغرب، ولذلك يجب أن ننظر بشكل ما أن هناك شيئاً ما ليس خطأ فيما يفعل الروس.

تلك هي أهم أفكار مقالة جوردان بيتيرسون.

أتمنى أن تكون مدخلاً للنقاش والحوار وقراءتها بعقل وليس بعاطفة.

 

العدد 1105 - 01/5/2024