الشيوعي اللبناني ينعى القائد المقاوم الرفيق عبد الكريم عبود (مازن عبود)

خسر الحزب الشيوعي اللبناني وجماهير شعبنا بطلاً من أبطاله وقائداً بارزاً من قادته المقاومين الشجعان، الرفيق عبد الكريم عبود المعروف بـ(مازن عبود)، مطلق الرصاصات الأولى لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الاحتلال الصهيوني في عملية بسترس في 16 أيلول عام 1982.

رحل الرفيق مازن هذا اليوم جسداً بعد أن تمكّن منه مرض عضال، لكنه سيبقى تاريخاً مكتوباً بأحرف من نار ونور.

انتسب الرفيق مازن الى صفوف الحزب الشيوعي اللبناني عام 1974 من خلال منظمة الحزب في عين المريسة في بيروت. في بداية الحرب الأهلية اللبنانية شارك في التصدي للقوى الفاشية والطائفية دفاعاً عن شعب لبنان ووحدته وعن تطوره الديمقراطي ودفاعاً عن الثورة الفلسطينية. خضع لعدة دورات عسكرية وأمنية وسياسية داخل لبنان وفي الخارج، ومنها دورة أركان في الاتحاد السوفياتي.

اضطلع بمهمات قيادية عدة في منطقية بيروت وفي القوات المركزية ومنها قيادة قوات الطوارئ المركزية في الحزب. كلّف بمهمات كثيرة في العاصمة بيروت وحماية الرفاق ومراكز الحزب وخاصة المركز الرئيسي في بيروت من شتى الاعتداءات وهجمات القوى الطائفية.

خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 وعند وصول قوات الاحتلال إلى بيروت، تصدّى ببسالة للعدوان على رأس قوة حزبية مقاتلة، فأنزلوا خسائر فادحة في صفوف العدو وتمكنوا من إعاقة تقدمه خاصةً على محور المتحف والجامعة العربية.

عُرف عن مازن أنه كان أحد الذين نفذوا أول عملية للمقاومة الوطنية اللبنانية في بيروت وهي عملية بسترس ضد جيش الاحتلال تلبية لنداء جبهة المقاومة (جمول) في 16 أيلول من عام 1982، وكان شريكاً في معظم العمليات التي نفذت بعدها في عملية محطة أيوب وعملية منظمة التحرير وسلسلة عمليات الجبهة ضد الاحتلال الصهيوني.

مازن عبود بطل تحرير بيروت من الاحتلال الصهيوني وأحد الأبطال المميزين الذين لاحقوا العدو على امتداد الأراضي اللبنانية وسدّدوا له الضربات التي أجبرته على الانسحاب من بيروت والجبل والإقليم وصيدا والبقاع الغربي والجنوب وصولاً إلى الشريط الحدودي.

كان له دور هام في التخطيط والتنفيذ لعدد من عمليات المقاومة في ضواحي بيروت وفي الجبل، التي لم يعلن عنها، منها عمليات أمنية وعسكرية في الحدث وفرن الشباك وشانيه وداريا وغيرها، تكبّد فيها العدو عدداً من القتلى في صفوف ضباطه وعناصره.

وكان مازن عبود المنفّذ الفعلي للعملية الأولى ضد العدو الصهيوني في مدينة صيدا عندما اصطاد عنصرين صهيونييّن في جيب عسكري في وسط مدينة صيدا في وضح النهار، حيث كانت باكورة العمليات النوعية في المدينة التي أدت إلى تحريرها لاحقاً.

قاوم مازن عبود قوات المارينز وتصدى للقواعد العسكرية الأمريكية التي كانت موجودة في لبنان في تلك الفترة، وبعد أن تمكّن العدو من كشف هويته، قاموا بمحاولة اغتيال فاشلة، ثمّ قاموا عبر عملائهم في الداخل بتفجير منزله في عين المريسة.

كما تولى الرفيق مازن، إلى جانب رفاق آخرين، تدريب الرفيقات والرفاق وتحضيرهم لتنفيذ أهم عمليات المقاومة الأمنيّة ضد أخطر قادة عملاء الاحتلال.

هذا غيض من فيض هذا التاريخ المشرّف الذي كتبه بكفاحه طوال حياته الرفيق مازن عبود، وما خفي كان أكبر من هذه المهمات سواء تلك المتعلقة بالمقاومة ضد العدو وعملائه، أو بحماية الحزب والدفاع عنه عندما كان يتعرض للخطر، أو عندما كان الشعب اللبناني يتعرض للتنكيل والتعذيب من قبل عملاء العدو. شارك الرفيق مازن في المؤتمر الوطني الثاني عشر الحزب بصفة مندوب مراقب، وانتخب خلاله وبالإجماع عضواً فخرياً في لجنته المركزية.

إن الحزب الشيوعي اللبناني وجماهير شعبنا إذ تودّع هذا القائد البطل تعاهده على المضي قدُماً على الطريق الذي قدّم حياته من أجله، إنه طريق الأحرار، طريق المقاومين الوطنيين من أجل التحرير والتغيير طريق بناء وطن حر وشعب سعيد. كل التعازي لعائلته ورفاقه ومحبيه ولكل المقاومين ولأبناء بلدته عنقون التي قدمت لهذا الوطن ابناً من أبنائها الأبرار.

الحزب الشيوعي اللبناني

 

 

قيادة الشيوعي السوري الموحد تعزي

بوفاة المناضل الشيوعي اللبناني عبد الكريم عبود

 

الرفيق العزيز حنا غريب

الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني

تحية رفاقية

ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة الرفيق المناضل عبد الكريم عبود.

لقد خسرنا واياكم وجماهير الشعب اللبناني قائداً مقاوماً في زمن وظروف نحن بأشد الحاجة الى مثل هؤلاء القادة الأبطال.

باسم قيادة وأعضاء الحزب الشيوعي السوري الموحد نتقدم إليكم بأحر التعازي.

لروح الفقيد السلام والسكينة، ولأهله ورفاقه ومحبيه الصبر والسلوان، ولكم طول العمر.

نجم الدين الخريط

الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1105 - 01/5/2024