كيف ستصبح مواطناً فائق البهورة؟

ريم سويقات:

عزيزي القارئ إذا كنت تسعى وزوجتك إلى (البروظة) بتكلفة أقل، يمكنك تسجيل أولادك في المدارس الحكومية، بدلاً من تسجيلهم في المدارس الخاصة التي ارتفعت أقساطها إلى ما بين ٥ و٢٠ مليون ل. س.

وأصبحت المستلزمات المدرسية التي يحتاج إليها الطالب بدءاً من مرحلة الحضانة حتى المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية، تكلّف من ٥٠٠ ألف ل.س وما فوق لطالب ونصف، وهذا ما لا يستطيع دفعه نصف المواطنين، ولا سيما بعد انقسام المجتمع لطبقتين، طبقة غنية وطبقة تعيش في فقر مدقع، فأصبحت الساحة خالية للأثرياء أمام واقعية التعليم الجديدة التي ربما ستصبح حكراً لأبنائهم، في ظل المعطيات الاقتصادية الحالية:

تجاوز سعر المريول المدرسي من النوع الجيّد 40 ألف ليرة، يُضاف إليه سعر القميص والحذاء والقرطاسية المدرسية، وبذلك فإن تكلفة مستلزمات طالب مدرسي للعام الدراسي تفوق 300 ألف ليرة، في أسوأ الأحوال، الأمر الذي يستدعي أن يخوض الأهالي معارك القروض والسلف والاستدانة.

تلاها رفع أسعار الكتب المدرسية من قبل المؤسسة العامة للطباعة، فصارت نسخة كتب الصف العاشر الثانوي بـ ٤٨ ألف ل. س، والحادي عشر بـ٥٤ ألف ل. س، في سبيل أن (يحافظ الطالب عليها، ويكون لها قيمة علمية) حسب ما قال المدير العام للمؤسسة العامة للطباعة علي عبود، وبرّر ذلك بأن: “قلة المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة خلال اليوم، ما دفع أصحاب المطابع لشراء المازوت من السوق الحر، فضلاً عن قلة الورق والكرتون اللازم لإنتاج الكتب المدرسية، إضافة إلى ارتفاع أجور النقل والطباعة).

جاء بعد ذلك طبطبة السورية للتجارة كحل إسعافي سريع بتقديم قرض بقيمة ٥٠٠ ألف ل. س دون فوائد لشراء المستلزمات المدرسية للعاملين بالدولة.

وكما هو واضح فالمواطن غير الموظف لا يتلقى حنان السورية للتجارة، وقد أشار أحد الموظفين الذي لم يعجبه هذا الدلال الحكومي، ولم يؤخذ بالعبطة، (أنه في حال استفاد من هذا القرض، سيضطر أن يتخلى عن أكثر من ٤١ ألف ل.س من راتبه شهرياً، لمدّة سنة، بينما متوسط رواتب الأجور في القطاع العام يبلغ في أحسن الأحوال نحو ١٠٠ ألف ل. س في الشهر).

أيها السادة، يبدو أن مجانية التعليم التي نصّ عليها الدستور، ويتغنّى بها بعض المسؤولين السوريين، يبدو أنها اقتربت من الاندثار، فالارتفاع الجنوني لأسعار كل شيء ولا سيما مع اقتراب بدء العام الدراسي أثقل هموم المواطن همّاً. ليس من المستغرب أن يُرفع الدعم الحكومي بالكامل عن العملية التعليمية، كأن يطالَب الأهل بقسط فصلي في المدارس الحكومية.

ارحموا جيب المواطن وساهِموا في تحقيق الأحلام لا دفنها!

دام عزّكم، أيّها السادة، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024