صدمة البنزين جعلت (الهوندايات) وسيلة نقل عامّة!

ريم سويقات:

اعتادت حكومتنا الموقرة فرض قراراتها بزيادة الأسعار تدريجياً، مراهنين على جيب المواطن الذي استنزفوه وما زالوا، كلما رفعوا الدعم الحكومي عن المواد المسعرة ادارياً، من غذاء ووقود وغيره. اليوم غيّرت حكومتنا أسلوبها وصدمت المواطنين برفع سعر مادة البنزين من ١١٠٠ ل. س للّيتر، إلى ٢٥٠٠ ل. س.

هل رأيت عزيزي القارئ كيف تصرّف بعض الأفراد بسبب تلك الصدمة القاسية، لدرجة جعلتهم يستخدمون الهوندايات وسيلة نقل عامة بعد فوضى الميكروباصات وازدحام الركاب فيها!؟

يبدو أن الحكومة لم تجد في مشهد (ركوب الطلاب والطالبات في هوندايات) وسط العاصمة دمشق بديلاً عن ركوبهم في باصات النقل الداخلي أو السرافيس أي غرابة، إذ يتكرر هذا المشهد منذ أيام، فقد أصبحت حركة النقل العامة شبه معدومة، وخلت الساحة لسيارات الأجرة التي يطلب سائقوها بعد القرار الجديد مبالغ هائلة لتوصيل الركاب لأي مسافة، قصيرة كانت أم طويلة.

لذلك وجد الطلاب والطالبات وربما سيجد الموظفون في وقت قريب أن الصعود في أي حافلة مهما كان شكلها ووظيفتها ستفي بالغرض من أجل وصولهم إلى جامعاتهم أو أماكن عملهم، غير آبهين بصورتهم الاجتماعية او بالضرر الذي سيلحق بهم كإصابتهم بضربة شمس على أقل تقدير.

ربما وجدت الحكومة في ذلك وسيلة تكييف مجانية للمواطنين في هذا الطقس الحار بصرف النظر عن الهواء الساخن والبارد حسب توقيت صعودك في الحافلة المكشوفة هذه، وهي بالطبع ليست مجانية ولكنها تكلف نصف القيمة، (أي إذا كنت تدفع ٤٠٠٠ ل. س لسيارة الأجرة، فإنك تدفع لسائق سيارة الهوندا ٢٠٠٠ ل. س وهي حصة المساحة الصغيرة التي تشغلها قدمك).

أيها السادة، إن كل القرارات تفضي إلى تجاهل ملحوظ لحاجات المواطن -حتى أصبح المواطن يشعر بتخلي الحكومة عنه وهي التي تعهدت برعايته.

حافِظوا على كرامة السوريين على أقلّ تقدير! هل هذا مستحيل!؟

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024