في بعض الصيدليات.. (فوق الموتة عصّة قبر)!

ريم سويقات:

بعد أن أصبح الدواء هو الأمل الوحيد ربما الذي يمنح المواطن السوري ويمنح أطفاله سنوات إضافية للبقاء على قيد الحياة، في ظلّ افتقار الحكومة لتأمين مقومات الحياة الكريمة، وعجز أغلب المواطنين عن إعالة أطفالهم، بسبب ما تمرّ به بلادنا من حصار وأزمات اقتصادية وما يصدر فيها من  قرارات و(معالجات حكومية)، كانت وما زالت كفيلةٌ بإحداث جلطات قلبية وأزمات نفسية، بعد اعتمادها على الحلول الإسعافية من جيوب المواطنين، فكانت الصيدليات هي الوجهة الأولى للمواطن السوري علّه يجد فيها الدواء الذي يشفي مرضه، ويسعف مرض أطفاله.

تبيّن في الفترة الأخيرة، أن بعض الصيدليات تتلاعب بالدواء عن طريق مساومتها المواطنين، بأن يشتروا دواء ذا نوعية أفضل من الدواء الموصوف، (هذا الدواء الأفضل) حسب قول بعض الصيادلة، هو بالطبع دواء مستورد، تكلفته أكبر من منتج الدواء الوطني، وسيعود بالربح الوفير للصيادلة، وبالخسارة الكبيرة للمواطن المريض.

فإذا كان المريض يفكّر في شراء بعض المكملات الغذائية أو القليل من الفواكه والخضار التي تساعده في تسريع عملية الشفاء، فلن يتمكن من ذلك إذا استطاع الصيدلي إقناعه بشراء الدواء المستورد، بحجة فعاليته السريعة، أو تصديق المريض بأن الدواء الموصوف له مفقود ولا يوجد بديل له سوى تلك (النوعية الأفضل).

عزيزي القارئ، ما يزيد الطين بلّة هو أن يكون المريض طفلاً، ولا يستطيع الانتظار أكثر ريثما يتوفر الدواء، الذي هو في الأساس متوفر، وليس بمقدور أهل الطفل شراء نوعية أخرى تكلفتها أكبر، كيف سيتمكن الطفل من تحمّل ألمه؟ وكم هو عمل شاق البحث عن تأمين الدواء في صيدليات أخرى ما دام كثير منها يتبع الطريقة نفسها للحصول على نسبة ربح أعلى؟!

 

أيها السادة، يكفي أن السعر الحقيقي للدواء تكلفته مرتفعة أصلاً، وبعض المواطنين ممن لا تتوفر لديهم القدرة الشرائية لا يستطيعون أن يشتروا الدواء بهذا السعر، فكيف سيتمكنون من شرائها بسعر مضاعف؟ عندئذٍ سيكون الأمر بالنسبة للمواطن مأساوياً، وسينطبق عليه المثل: (فوق الموتة عصّة قبر!).

لا بدّ من مراقبة وزارة الصحة ونقابة الصيادلة لعمل الصيدليات، واتخاذ التدابير اللازمة، كإجراء كشوفات مستمرة على الأدوية المتوافرة فيها، وإصدار قرار يسمح للمواطنين برفع شكاوى عن أي صيدلية تعمل على مساومة المواطن لشراء نوع آخر من الأدوية في حال توفر الدواء الموصوف، لاتخاذ العقوبة المناسبة بحقّ (الصيادلة المساومين)!

وكذلك العمل على ضبط أدوية الأطفال وتوفرها.. وبأسعارها الحقيقية.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024