عمال كهرباء اللاذقية هل من تقدير حكومي لجهودهم!؟

سليمان أمين:

للأسبوع الثاني على التوالي يواصل عمال كهرباء اللاذقية جهودهم الكبيرة في إعادة الشبكة الكهربائية وصيانتها، بعد أن هدمها الإعصار ميديكان الذي حدث بداية الأسبوع الماضي، والذي كانت خسائره كبيرة جداً على البنى التحتية في مدينة اللاذقية، وخصوصاً منظومة الكهرباء التي تضررت بشكل كبير جداً، وقد سبب أضراراً جسيمة على الشبكة الكهربائية، بسبب الرياح الشديدة التي رافقت الإعصار فسببت انهيار عدد كبير من أبراج التوتر المتوسط والمنخفض في  مناطق مختلفة من المحافظة، إضافة  إلى سقوط أمراس وحدوث ميلان في أعمدة التوتر المتوسط والمنخفض الحديدية نتيجة سقوط الأشجار عليها، ما أدى إلى فصل التيار الكهربائي عن مناطق كثيرة من المدينة، وقد استنفرت جميع ورشات الطوارئ و الصيانة في شركة كهرباء اللاذقية، وتوزعت الورشات لإصلاح الأعطال و الأضرار التي نجمت جراء العاصفة.

وقد بدأت ورشات الصيانة عملها بعد ليل الإعصار بكل طاقتها وفق الإمكانيات المتوفرة ومؤازرة جميع جهود عمال الصيانة في الأقسام الشمالية والجنوبية، وقد تركز جلّ انهيار الشبكة الكهربائية الكبيرة في الجهة الشمالية من المدينة والأرياف القريبة منها، وقد بلغت نسبة الدمار في الشبكة وأبراج التوتر العالي ما يقارب 50%  أو أكثر في المنطقة الشمالية، ومازالت ورشات الصيانة حتى اليوم تعمل على إعادة أبراج التوتر والأعمدة الكهربائية إلى وضعها، بمدّ أمراس وكبول جديدة وإعادة صيانة ما تبقى من الأمراس والكبول القديمة التي تعرضت للسرقة من قبل ضعاف النفوس الذين لا ضمير لهم ليتاجروا بها.

من واجبنا الإعلامي الإضاءة على ما يقوم به عمال كهرباء اللاذقية اليوم لإعادة تشغيل المنظومة الكهربائية وإيصال التيار إلى الأحياء والأرياف بجهود كبيرة واصلين الليل بالنهار ومعرضين حياتهم للخطر، وهذا بحد ذاته إنجاز يستحق المكافأة والتقدير الكبير من قبل الحكومة التي زار رئيسها وبعض وزرائها مدينة اللاذقية للاطلاع على واقعها الخدمي السيئ بسبب ضعف الإمكانيات وتقاعس البعض عن واجبه وعمله الذي وضع من أجله، وقد اطلع الفريق الحكومي على ما يقوم به عمالنا من جهد كبير لإعادة تأهيل ما خربه الإعصار وغيره دون أي تقاعس.

فحبذا أن تعمل حكومتنا على تقدير هذه الجهود البناءة لعمالنا الذي هم عماد الوطن وبسواعدهم يرتقي الوطن، في ظل انتشار الفساد ومنظومته الكبيرة في مؤسساتنا وتخريبها بشكل واضح، فمن الصعب أن نقارن اليوم عامل كهرباء يضع روحه على كفه وهو يقوم بالصيانة، بموظف أخر متقاعس همّه الوحيد جمع الأتاوات والرشاوى بقدر ما يستطيع.

ختاماً

هل من تقدير ومكافآت لجهود وتعب عمال الكهرباء في اللاذقية وإنجازهم الكبير من قبل الحكومة السورية؟ سؤال نتركه برسم ضمير الحكومة.

العدد 1105 - 01/5/2024