كيف تجعلك الحكومة (رياضياً) يومي الجمعة والسبت؟

ريم سويقات:

عزيزي القارئ، إذا كنت رياضياً يما يكفي، سيكون من السهل عليك استخدام (السكوترات) والدراجات الهوائية واعتمادها وسيلة نقل يومي الجمعة والسبت، أما إذا كنت لا تتحلى باللياقة الكافية فعليك الاستيقاظ باكراً لبدء مسير مع أصدقائك إلى مكان العمل، تعويضاً عن غياب الميكرو باص في هذين اليومين إلى إشعار غير معلوم.

إذ أكّدت محافظة دمشق أنها (ستوقف تزويد الميكروباصات والسرافيس بمادة المازوت في مدينة دمشق أيام السبت ريثما تصل التوريدات النفطية وتتحسن الكميات من المشتقات النفطية، علماً أنه سيستمر عمل باصات النقل الداخلي بقطاعيه العام والخاص ضمن مدينة دمشق وريفها أيام السبت. وأشارت إن قرار لجنة المحروقات في محافظة دمشق يأتي حفاظاً على استمرارية عمل وسائط النقل بشكل عام خلال باقي أيام الأسبوع والتي تكون فيها الحاجة عادة أكثر لوسائط النقل، مع الإشارة إلى أنه تم اختيار يوم السبت باعتباره يوم عطلة للطلاب والجامعات والمؤسسات الرسمية والكثير من القطاعات والفعاليات. وأشارت محافظة دمشق إلى أنّها تتعاطى بطريقة الأولوية والضرورة في هذا الشأن لحين وصول التوريدات النفطية).

يتساءل المواطنون كيف سيتمكّنون من الوصول إلى العمل، كأصحاب الأعمال الحرة من (الحلاقين والحدادين واللحامين والحرفيين وأصحاب محال الخضراوات) وكذلك أمام الموظفين في المستشفيات؟ وماذا عن طلاب التعليم المفتوح، كيف سيتمكنون من الوصول إلى جامعاتهم، هذا عدا حال المسافرين ولا سيما المجندون في الجيش الذين يستغلون العطل لرؤية ذويهم، في حين فكر البعض الآخر بشكل أكثر خصوصية بكيفية الوصول من ريف دمشق ودمشق إلى تقديم امتحان المسابقة المركزية يوم السبت (الماضي)، خاصة أن أغلب المواطنين من فئة الدخل المحدود الذين لا يقدرون على الركوب في سيارات الأجرة وتحمل نار أسعارها.

إن اتخاذ مثل هذه القرارات دون الأخذ بعين الاعتبار ما سيتكلفه المواطن من معاناة في الانتقال بين المناطق لأغراض متعددة، يؤكد تخلي الحكومة عن واجبها تجاه مواطنيها. هل تعتمد الحكومة على صبر المواطن في كل مرة تصدر فيها قراراً على حساب شقائه!؟ إضافة إلى انه لم يتم تحديد الوقت الذي تعود فيه السرافيس إلى الخدمة، ما يعني ترك المواطن (لا معلق ولا مطلق).

أيها السادة، إذا كان بلدنا يعاني من أزمة تأمين المشتقات النفطية، يجب أن يتم مواجهة الازمة بأزمة أخرى، لا بد من اتخاذ قرارات مدروسة واعية. كالعمل على سن قرارات تتضمن تخفيض عدد أيام العمل إلى ٤ أيام مثلاً وكذلك دوام الطلاب في المدارس والجامعات، ريثما تُحل أزمة المواصلات، وتزويد المدينة بعدد كاف من باصات النقل الداخلي للحد من تكاثر سيارات الأجرة التي انتشرت في المدينة بشكل غير مسبوق.

دام عزكم أيها السادة، ما رأيكم!؟

العدد 1105 - 01/5/2024