هل يحتمل المواطن السوري وباء آخر كـ(جدري القرود)؟

ريم سويقات:

بعد أن شعر المواطنون بالأمل لانتهاء وباء كورونا، بعد الانخفاض المستمر لعدد المصابين به، ظهر فيروس جدري القرود في العالم بعدد وصل إلى ٥٢٥ مصاباً، وأصبح ثاني وباء عالمي يصيب الإنسان وربما يسبب الوفاة في حالات الإصابة الشديدة. ولأن ما يعانيه المواطن السوري من صعوبات معيشية وما ينجم عنها من مشاكل اجتماعية واقتصادية فائضة عن الحد، والتي ربما لا تسمح له إذا اصاب الوباء البلاد أن يتصدى له، لا بد من الاستعداد لمكافحة هذا الفيروس بالطرق الوقائية من الآن حتى يممكن مواجهته بأقل الخسائر ممكنة فالأمر لا يحتمل خسارات أكبر.

ربما ما يجعل المواطن يشعر بأنه في منطقة الأمان تجاه هذا الفيروس هو عدم تسجيل أي إصابة داخل أي دولة عربية حتى اليوم، وفي هذا الخصوص أكد مدير عام مشفى المواساة الدكتور عصام الأمين: (أن مرض جدري القرود لم يصل إلى سورية ولكن احتمالية وصوله واردة بسبب حركات السفر والتنقل).

يعد فيروس جدري القرود فيروس حيواني المنشأ، وهو على عكس فيروس الجدري، إذ يتسبب جدري القرود في تورم الغدد الليمفاوية وبعد أيام قليلة من ظهور الحمى، يصاب المريض بطفح جلدي يبدأ غالباً في الوجه وبعد ذلك ينتشر إلى الأجزاء الأخرى من الجسم، تنمو الآفات إلى بثور تتضمن سوائل تشكل قشرة فيما بعد، يمكن أن يسبب تشكّل آفة على العين إلى الإصابة بالعمى. وتظهر تلك الأعراض بعد فترة الحضانة التي تستمر من أسبوع إلى أسبوعين. ينتقل الفيروس بعدة طرق إما عن طريق الجهاز التنفسي أو الجلد أو الأغشية المخاطية في العين والأنف والفم، كما أنه ينتقل من شخص إلى آخر من خلال رذاذ تنفسي، وربما يحدث أيضاً من خلال ملامسة سوائل الجسم أو مادة الآفة، وربما ينتقل أيضاً أثناء ممارسة الجنس، وفيما يتعلق بالعلاج المتمثل باللقاح، أشارت البيانات وفقاً لمنظمة الصحة العالمية أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى ٨٥% ضد جدري القرود.

أيها السادة، لا يجوز الاستخفاف بخطورة هذا الفيروس، لا من قبل المسؤولين في وزارة الصحة ولا من قبل المواطنين أيضاً، ووفقاً لأعداد الإصابات المتزايدة في أوربا، تظهر الحاجة الملحة لزيادة الوعي حول هذا الفيروس، ويتجلى ذلك بمراقبة وإجراء الاختبارات لأي فرد يشعر بهذه الأعراض مثل الطفح الجلدي والصداع وآلام الظهر والحمى وتصخم الغدد اللمفاوية، وكذلك مراقبة المخالطين ورصدهم واتباع سياسة العزل، وذلك في سبيل الحد من انتقال المرض في المستقبل.

بعد أن سُلب المواطن السوري من عافية جيبه، لم يبق لديه ما يحفظ ماء وجهه سوى وجهه الصامد الصبور، لذلك لا بد من الحفاظ عليه من بثور جدري القرود حتى إذا نظر في المرآة يستطيع أن يتحمل ما يعانيه الآن.

دام عزكم، أيها السادة ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024