هل تنتظر رسائل المحبوب كما تنتظر رسائل تكامل؟

ريم سويقات: 

 ربما أصبحت رسائل تكامل في صندوق الرسائل عند المواطن السوري مصنفة في المرتبة العليا، فوق كل الرسائل الأخرى، كحلٍّ! اخترعته الحكومة لتخفف من معاناته التي طالت، خاصة بعد الانتظار الطويل الذي يختلف حسب كل مادة (المواد الغذائية، أسطوانة الغاز، البنزين، وغيرها).

بعد أن كان الانتظار يستلزم ساعات طويلة من الوقوف على الطوابير أمام المؤسسات الاستهلاكية ومحطات المحروقات وغيرها للحصول على المواد الغذائية من السكر والرز وكذلك الحصول على البنزين واستلام اسطوانات الغاز، وجدت الحكومة الحل الأمثل لتخفيف الزحام وجود البطاقة الذكية التي تتطلب منك الانتظار في المنزل فقط، حرصاً منها على حمايتك من أشعة الشمس صيفاً ومن برودة الطقس شتاءً، وبقيت عملية الانتظار نفسها بل أطول من السابق.

لعلّ جفاء المحبوب أسهل من جفاء شركة تكامل، إذ قد ينتظر المواطن السوري أكثر من 70 يوم ليقرأ: (يرجى استلام اسطوانة غاز من المعتمد الفلاني). أما بالنسبة للمواد الغذائية التي يفترض أن تصل رسالتها كل شهرين، ربما لا يقرأ الرسالة حنى مرور شهرٍ آخر، وهكذا نلاحظ أن المواطن لدينا أصبح ينتظر رسائل تكامل ويزور صندوق رسائله أكثر من ١٥ مرّة في اليوم عند اقتراب الموعد المفروض لوصول الرسالة. أما المادة الأقل انتظاراً لوصول معلومات عنها، وهي البنزين، فتصل كل عشرة أيام وربما تتأخر ثلاثة أخرى، من أجل كمية قليلة من المادة.

 لقد تحمل المواطن السوري ما يكفي وما زال يتحمّل، بسبب سوء إدارة الحكومة للعمليات الاقتصادية والخدمية، وفي النهاية قد يكون الانتظار معقولاً بل محبباً لو كان ما ينتظر المواطن من كمية يكفي حاجته، لا أن ينتظر طويلاً للحصول على القليل بل ويقنن به أيضاً، ثم يلجأ ليشتري بالسعر الحر ما يحتاجه، بعد أن يجبر على أن يعمل في أعمال متعددة ليكسب المال اللازم لقوت عيشه.

لا بد من رفع مستوى الأداء الحكومي، بأداء واجباتها تجاه المواطنين، كي يبقى المواطن محتفظاً بفسحة أمل ضئيلة، إنما.. للصبر حدود.

دام عزّكم، أيُّها السادة، ما رأيكم؟

العدد 1105 - 01/5/2024