كيف تفرّق بين المواطن العادي والمواطن المرتاح اليوم؟

ريم سويقات:

هل تعلم عزيزي القارئ، ما المعايير الجديدة لتصنيف الأغنياء والفقراء في بلدنا اليوم؟

إذا كان جوابك، هو امتلاك المواطن حساباً في البنك، وسجلات تجارية أو امتلاك سيارة أكثر من 1500cc، فدعني أخبرك، بأن الإجابة علاوة على ذلك، تحتاج إلى إضافة كيلو بندورة أيضاً، فقد دخلت مادة البندورة في الأيام القليلة الماضية ضمن المعايير التي تشير إلى أن المواطن الذي يستطيع شراءها هو مواطن (مرتاح)، فقد وصل سعر كيلو البندورة إلى ٤٥٠٠ل. س، هذا ما صرح به مسؤول في بلدنا الحبيب.

وعن هذا المعيار الجديد، الذي وصفه البعض بالمعيب، قال رئيس لجنة تسيير أعمال سوق الهال في اللاذقية معين الجهيني: (إأن بيع البندورة سيكون لمستهلك استثنائي قادر على شرائها، فليس من الضروري أن يشتريها المواطن العادي).

مشيراً إلى التكلفة العالية لإنتاج الخضروات، موضحاً بالتفصيل تكلفة متطلبات إنتاجها بالأرقام، ولم يكتف بالشكوى بل قدم حلاً يمكن المواطن من شراء المادة وهو: (أن ينتظر المواطن العادي لموسمها بالصيف ويشتريها، لأن تكلفتها ستكون أقل خلال توافرها في أشهر حزيران، تموز، آب)

هل يصوم المواطن السوري عن البندورة حتى قدوم فصل الصيف؟ فبعد أن ألغى المواطن مرغماً: اللحوم والأجبان من قائمة مشترياته الغذائية، لجنون أسعارها، مقنعاً عقله، ومكيّفاً معدته أن تعتمد على الخضراوات فقط، لاحت في الأسواق أسعار البندورة، تنذر معدة البعض من المغادرة.

 

أيها السادة، ماذا عن شد الأحزمة على البطون؟

لقد ضاق أكثر مما ينبغي، إذا كان مسؤول معني بمعالجة هموم المواطن يتحدث بتلك الطريقة ويقدم حلاً كهذا، بإمكاننا فهم كيف تسير الأمور في بلادنا في مختلف الميادين.

على الرغم من هزلية المشكلة، إلّا أنها لا تكمن في مادة البندورة وحدها، بل المهزلة تكمن في التفاصيل التي يعيشها المواطن السوري في التفاصيل اليومية، وعجزه عن تسيير أبسط حاجاته وما البندورة إلا مثال صغير على ذلك، سيرافق الموز بغلاء سعره.

أيها السادة، ربما اصبح واضحاً كمية الغضب والتوتر التي وصل إليها المواطن اليوم، فلا يكاد ينطلق تصريح ما مهما كان مضمونه، إلا ويثير موجة من الغضب والسخرية والاستنكار، نرجو الاهتمام بتأمين المستلزمات الأساسية على الأقل، حتى يشعر المواطن أنه يعيش في بلد يستحق ما قدم له من تضحيات وباعْ من الصبر الطويل!

دام عزّكم، أيّها السادة، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024