هل تكفي الطبيعة وحدها لتأمين حاجات الطالب الجامعي؟

بقلم ريم سويقات:

لعله لم يبقَ لدى الطالب الجامعي في سورية اليوم أملٌ إلّا في كرم الطبيعة، بعد أن فقد كل أمله في تأمين المستلزمات الضرورية لدراسته (بتأمين الكهرباء، التدفئة، والمواصلات…) من قبل حكومته. فبعد أن مرّ الشتاء قاسياً على الطلاب، امتد حتى شهر آذار المنصرم، وأقبل شهر نيسان بدفء حرارته، تمكن الطلاب من الحصول على الدفء أخيراً في قاعاتهم الامتحانية شاكرين الشمس، لكونها مصدراً طبيعياً لا يخضع لتقنين حكومي.

لقد أمضى الطلاب في الجامعات السورية هذا العام امتحاناتهم في قاعات باردة، فقد أُطفئت التدفئة المركزية في امتحانات التعليم المفتوح، وخاصة أن البلاد مرّ عليها منخفض جوي كان الأقسى لهذا العام، بذريعة أنه لا يوجد مخصصات كافية من مادة المازوت.

إذا كان هناك حقاً نقص في مادة المازوت المخصصة للجامعات، ألم يكن بإمكان وزارة التعليم أن تتخذ قراراً بتأجيل الامتحانات لعدة أيام، يقي الطلاب برودة المنخفض القطبي، وربما يكون الأمر أن الحكومة تثق بتكيّف طلابها مع كل الظروف ليس غير، لذلك لم تصدر قرارات تمنع اصطكاك الأسنان طول المدة الامتحانية.

أستغرب بحق القدرة العجيبة لدى الطالب الجامعي في بلدنا

كيف يخلق جواً دراسياً له في ظل انعدام كل السبل الأساسية التي تمكنه من مواصلة الدراسة، أعتقد أنه يجب أن يدخل في موسوعة غينيس تقديراً له على ذلك.

أيها السادة، نرجو من المعنيين، إذا أرادوا أن يكسبوا محبة شعبهم، أن يتخذوا التدابير اللازمة للتعامل مع حرارة الجو في الشهور القادمة، كأن يتم تخفيض التقنين الكهربائي قليلاً، حفاظاً على ماء الوجه لا أكثر، وحتى ينسى الطالب كيف مرّ الشتاء عليه.

إذ يستحيل ان تقوم الطبيعة بهذا الدور وحدها أيضاً، فظل الأشجار وحده لا يكفي لينعم المواطن بقليل من البرودة.

لا بد من مساعدة الطبيعة في تأمين حاجات الإنسان حتى لا نعود إلى العصر البدائي. وإلا ما دور الحكومة أيها السادة، ألم تنتخب من قبل الشعب حتى ترعاه وتكون في خدمته؟

دام عزّكم، أيّها السادة، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024