كيف تطهو الطعام في بلدنا دون (تقنين)؟

بقلم – ريم سويقات:

بداية عزيزي المواطن لا تعتقد من كلمة (تقنين) أنه جرى تحسين واقع الكهرباء في بلدنا لاستخدام الأفران المنزلية أو الطباخ الإلكتروني للطهو، أو أنه جرى توفير الغاز، او حتى توفير مازوت وحطب للمدافئ (التي كانت تعد خياراً بديلاً لدى الأهالي لطبخ الطعام على نارها).

إنّ أملَكَ بتحسين كل ذلك يعدُّ ضرباً من الخيال، ويشير إلى اتهامك الحكومة بأنها بدأت تعمل بشكل يخالف ما عوّدتنا عليه، وهذا لا يرضيها، ولا يرضي جيوبها.

ولأن الإنسان لا يعرف المستحيل وخاصة المواطن السوري، أرى أنه مع تحسن الطقس في الأيام القادمة وانتهاء المنخفض الجوي، سوف نشهد النساء في بلدنا يطبخن على الشمس، تخيّل عزيزي المواطن أن ترى بدلاً من نباتات الزينة على الشرفات (طناجر)، كيفما التفتًّ ترى الألمنيوم والستانلس يلمع، هل تخيّلت ذلك؟

صحيح أن الوقت الذي يحتاجه الطعام حتى ينضج طويل، ولكنه يستحق الانتظار، فعلى الأقل لا تحمل هذه الطاقة فواتير فلكية مثل الفواتير الأرضية اليوم. ولا أعتقد أن هذا سيشكل فرقاً عندنا لأننا اعتدنا على ذلك، فالمواطن الذي ينتظر الكهرباء 5 ساعات ونصف قطع بساعة وصل، لن يشعر بطول الوقت الذي يحتاجه الطبخ على شمسنا الدافئة.

وخاصة أن ما سيطبخ سيكون قوامه الفيتامينات، وهو سريع الذوبان، وليس البروتين والدسم بالتأكيد، لأن الأسعار لكلا الزمرتين الغذائيتين تتزايد باستمرار، ولكن تبقى أسعار الخضراوات منخفضة مقارنة بغيرها.

أيها السادة، بالرغم من إثبات جدارة مواطننا على تكيفه في كل الظروف، ولكن يبقى هناك حدود في كل شيء، أتساءل ألا يخجل المسؤولون من عدم المسؤولية أمام الشعب الذي تكفل برعايته؟ أين الضمير والعدالة التي كانت في قسم الوزير عندما استلموا منصباً حكومياً؟

إن الظروف المعيشية تزداد سوءاً لدرجة أنها اصبحت كارثية لما تخلفه من آثار سلبية جداً على النفس الاجتماعية وعلاقة الآخرين فيما بينهم، إذ يسود التوتر والغضب الذي يفضي إلى خلافات عائلية.

أيها السادة، يجب التحكم في صمام الأمان لدى المواطن فهو لا يبدو أنه يتحمل أكثر، وذلك بدلاً من شد البطون، وتعصيب العيون، حافظوا على كرامة المواطن، لا تجعلوه يشعر بالمهانة والضعف، حتى تبقوا مرفوعي الرأس.

دام عزّكم، أيها السادة، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024