كيف يستقبل المواطنون ٢١ آذار؟

ريم سويقات:

بعد أن كنا ننتظر يوم ٢١ آذار من كل عام لنحتفل بـ(عيد الأمّ)، مستقبلين اياه بحفاوة قل مثيلها، وذلك لاجتماع العائلة بكاملها حول الأم والجدة، لمعايدة الأمهات فيها وتوزيع الهدايا، مستغلين  تلك المناسبة للتعبير بشكل رمزي عن الامتنان لعطاء الأمهات اللامحدود في حياتنا، أصبح معظم المواطنين اليوم يستقبلونه بحزن وحرج من الهدية المتواضعة التي سيقدمونها لأمهاتهم، بعد الغلاء المعيشي المتزايد الذي نشهده في بلادنا.

أتساءل: ما هي حال الأطفال وحتى الكبار أثناء رؤيتهم تحضيرات المحال التجارية لنفض ما تبقى من جيب المواطن بـ(عروضها) المربحة للشراء بهذه المناسبة، إذا وُجد من تتناسب قدرته الشرائية مع هذه (العروض).

في السابق ربما كان كل فرد من أفراد العائلة يستطيع أن يحضر هدية يفرح فيها قلب والدته، أما الآن فتلجأ بعض العائلات إلى التشارك بين أفرادها جميعاً لإحضار هدية واحدة فقط، هذا ما قاله أحد المواطنين، بينما أشار بعض الأطفال إلى عدم تمكنهم من شراء هدية، وكانت معايدتهم تعكس براءتهم وتقتضي القيام بأعمال المنزل عن والدتهم، وقطف باقة من الزهور الملونة لها شاكرين كرم الربيع. في حين لجأ البعض إلى صناعة الحلويات البيتية والاجتماع في منزل الأبوين.

ولأن الحكومة هي المسؤولة عن رعاية مواطنيها وتأمين حاجاتهم، استغربت أين كرم الحكومة في هذه المناسبة؟ وقد أعلنت وزارة الصناعة بعد ذلك، تخصيص مكافأة مالية للسيدات العاملات في المؤسسات والشركات التابعة للوزارة، بمبلغ ٢٥ ألف ل. س، بمناسبة عيد الأم. أمر يدعو للسخرية بحق، هل الحكومة عاجزة لهذه الدرجة؟!

أولاً: ماذا يمكن أن تشتري بـ ٢٥ ألفاً؟، ثانياً: لماذا لم يصرف هذا المبلغ على الرغم من قلته على السيدات في جميع القطاعات، وليس فقط في قطاع الصناعة؟

أتساءل مجدداً: هل يبقى عتب على السيدات في القطاعات الأخرى نتيجة تقصير ما في العمل، فأعرضوا عن مكافأتهن؟!

أيها السادة، من المعيب أن يعجز أحد المواطنين عن شراء هدية بسيطة لوالدته في هذه المناسبة، وبالطبع لا تقيس الأمهات عطاءهن ومحبة أولادهن بهدية غالية أو رخيصة الثمن، ولكن يبقى للهدية سحرها ورمزيتها في هذه المناسبة.

لا بد من تقديم حلول إسعافية، كما اعتادت حكومتنا الموقرة في مناسبات كهذه على الأقل، ليشعر المواطن أنه لا يقاوم وحده أزمة بلاده، وليتمكن من تحمل همومه اليومية، بمساعدة حكومته لا أن تتخلى عنه، بطرق تتناسب وقدرته الشرائية، قدِّموا مكافآت مالية للسيدات، اعملوا على زيادة الرواتب في المناسبات على الأقل لا أكثر، أصدِروا قرارات تتعلق بتخفيض الأسعار ولو في المناسبات أيضاً!

دام عزكم أيها السادة، ما رأيكم؟

العدد 1105 - 01/5/2024