مئة عام والمسيرة الكبرى مستمرة

كتب بشار المنيّر رئيس التحرير:

تابعنا باهتمام بالغ كلمة الرفيق شين بينغ (الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني) في الاحتفال الذي أقيم بتاريخ 6/7/2021، وكان لي شرف حضوره ضمن الوفد القيادي لحزبنا الشيوعي السوري الموحد.

لقد كانت كلمة الرفيق شي تعبّر عن موقف أممي.. مسؤول.. ليست كلمة احتفالية بمناسبة ذكرى عزيزة فقط، بل توجّه رئيس دولة تمثّل اليوم قطباً رئيسياً على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية في العالم، أكد أهمية تشاركية الجميع من أجل الحفاظ على الأمن والسلام ورفاه الشعوب على هذا الكوكب.

تحدث الرفيق شي عن تجربة الصين، ودور الحزب الشيوعي الصيني في التنمية، وبناء الاشتراكية وفق الخصائص الصينية، وأبرز دور الحزب في قيادة هذه العملية من خلال تبني متطلبات تحوّل الصين إلى قوة اقتصادية كبرى، في الوقت ذاته الذي حققت فيه قفزات هائلة في تحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين الصينيين، من خلال وضع الخطط لتخليص أعداد متزايدة منهم من حالة الفقر، والفقر المدقع، وتحسين ظروف حياتهم الاجتماعية، وتسهيل حصولهم على الخدمات.

كما تحدث الرفيق شي عن جائحة (كوفيد 19) والجهود التي بذلتها الصين في محاربة هذه الجائحة، والنجاح الذي أحرزته، وحرصها على مساعدة شعوب العالم في مكافحة هذه الجائحة.

وأكد الرفيق شي مسؤولية جميع الأحزاب السياسية في العالم عن الحفاظ على الأمن والسلام ورفاه الشعوب، من خلال نضالها المستمر للحفاظ على الاستقرار، ومجابهة دعاة الحروب، والتدخل في شؤون الدول المستقلة، والدعوة إلى التعاون والمشاركة في جعل عالمنا أكثر أمناً وسلاماً. وأبرز الرفيق شي دور المبادرة التي طرحتها الصين منذ عام 2013، وهي (الحزام والطريق) في تعزيز المشاركة بين الأقطاب الاقتصادية والدول النامية، لتعزيز التعاون ومساعدة شعوب هذه الدول في تخطي عتبة التنمية وتحسين أوضاعها الاجتماعية.

لقد كانت كلمة الرفيق شي كلمة شاملة تعبر عن موقف وطني.. وأممي.. وإنساني في آنٍ واحد.

إن الأهمية الكبرى للخطاب السياسي الصيني تنبع لا من جوهره المفعم بمعاني السلام والحرص على مستقبل البشرية فقط، بل أيضاً من خلال سلوك عملي تجسّد في تحويل هذا الخطاب إلى سلوك سياسي واقتصادي واجتماعي وإنساني نستطيع تلمّسه على الساحة الدولة، فرغم تحول الصين خلال فترة قياسية من دولة نامية تعاني الحصار والضغط السكاني ونقص الاستثمارات، إلى قطب سياسي واقتصادي عالمي سيتربع على عرش الاقتصاد العالمي حسب آراء خبراء الاقتصاد العالمي، إلا أنها حافظت على سياساتها الداعية إلى السلام العالمي، ونبذ الحروب، والمشاركة في أي جهد عالمي يجعل البشرية أكثر استقراراً.. في الوقت الذي واجهت فيه محاولات الإمبريالية الأميركية وحلفائها الهادفة إلى التدخل في شؤونها الداخلية وتصعيد النزاعات في بحر الصين.

لقد طرحت ملايين الأسئلة حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وبين مؤيد لاجتهادات قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ومعارض للأسلوب الذي اتبعته في الوصول إلى المنصة القيادية العالمية في السياسة والاقتصاد، تبرز الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية التي حققتها الصين بقيادة حزبها الشيوعي، وتأثيرها الملموس في زيادة دخل المواطن الصيني، وتمتّعه بالخدمات الأساسية والضمانات الاجتماعية، فتؤكد صوابية النهج الذي سار عليه الحزب الشيوعي الصيني.

هناك أسئلة تطرحها الحياة اليوم، ووحده العقل المتفتح المندمج بتطور الحياة وتنوعها، يستطيع الإجابة عنها.

ألف تحية للصين، وشعبها المحب للسلام، ولحزبها الشيوعي، في الذكرى المئوية لتأسيسه.

العدد 1105 - 01/5/2024