المواطن بين جشع التاجر وغياب الرقابة!!

رمضان إبراهيم:

الفريسة السهلة أو الاصطياد السهل هو ما يمكننا أن نصف به حال المواطن في طرطوس، كلما دخل لشراء أي حاجة من حاجاته اليومية. وهذه حقيقة بات الجميع يدركها في رحلة البحث عن أسعار يمكن أن توائم بعض الشيء أوراقنا النقدية، على قلّتها، المحفوظة بحذر شديد في جيوبنا وحقائبنا.

فما إن يقع بصرنا على سعر سلعة ما حتى نصاب بالذهول والصدمة، ونسرع للبحث في المحال الأخرى وكلنا أمل بأننا سنجد ضالتنا بما هو أقل سعراً، ولأن الفشل هو المصير المحتوم في هذا الميدان، نعود مسرعين إلى المحل الأول، متقبّلين مرارة الهزيمة فنُفاجأ مرة أخرى أن السعر السابق أصبح تاريخاً قديماً، وأن السعر الجديد أعظم شأناً من سابقه.

هذا هو الحال في معظم أسواق طرطوس في الأيام الأخيرة، وهذه النتيجة خلصنا إليها بعد تجوالنا على أسواق بيع الخضار ومحال بيع التموين العائلي والمواد الاستهلاكية التي سجلت أرقاماً قياسية لم يسبق لها مثيل خلال أسبوع واحد فقط.

البداية من أسعار الزيوت النباتية والسمون، فقد وصل سعر عبوة زيت دوار الشمس إلى ما يقارب 8000 ل. س، وعبوة السمن النباتي وزن 2 كيلو غرام إلى 16000 ل. س، إضافة إلى تسجيل ارتفاع في أسعار الحبوب أولها القمح وكل ما يرتبط به، من برغل (ناعم أو خشن) وطحين ومعكرونة. ومثله الرز والحمّص والعدس والفاصولياء …الخ.

وشهد السوق أيضاً ارتفاعاً في سعر السكر الذي تجاوز عتبة 2400 ل. س.

والشاي والقهوة والمتة ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ، فقد وصل سعر علبة المتة نوع خارطة أو مالطة زنة 200غرام إلى 2500 ل. س. وكذلك الأمر بالنسبة لجميع أنواع التمور.

أما بالنسبة للمنظفات فهي الأخرى شهدت ارتفاعاً كبيراً وخاصة مسحوق الغسيل الذي وصل سعر الكيس وزن 4 كيلو غرام إلى 14000 ل. س. مع فارق بيّن تبعاً للنوع.

والمحارم والحفاضات بأنواعها ارتفعت هي أيضاً بمقدار 10% فقد وصل سعر كيلو الحفاضات للأطفال إلى 12000 ل.س وعلبة المحارم نوع ديمة إلى 2500 ل. س.

أما بالنسبة للخضار والفواكه هي الأخرى فقد شملتها حمّى ارتفاع الأسعار، فوصل سعر كيلو الثوم إلى 8500 ل. س. والفاصولياء الخضراء 2600 ل. س. والكوسا 1800 ل. س. والبندورة 1000 ل. س. والبطاطا 900 ل. س.

(النور) بعد جولتها على كلٍّ من أسواق الدريكيش وأواق طرطوس أجرت مقارنة بين أسعار الخضراوات في كل منهما، وتبين لنا أن الفوارق في كلا السوقين طفيفة باستثناء بعض الفواكه التي يلعب التصنيف والاستيراد فيها دوراً كبيراً في تحديد السعر.

(النور) قصدت صالات السورية للتجارة فلاحظنا في إحدى صالاتها التي تبيع الخضراوات والفواكه عن طريق (مستثمر) أسعاراً مماثلة لأسعار السوق، وأحياناً تتجاوزها، أما بالنسبة للمواد الاستهلاكية المعروضة في صالات السورية للتجارة (السكر والرز والزيت والشاي) فهي مواد مقننة بالبطاقة الذكية، أما السمون بأنواعها فلا وجود لها في أي صالة.

وفيما يخص الحبوب من حمص وعدس وفاصولياء فهي الأخرى لا وجود لها باستثناء البرغل والقمح الذي سجل فارقاً لا بأس به مقارنة بالأسواق الأخرى.

المواطنون الذين التقيناهم وسألناهم عن رأيهم بالأسعار الحالية عبّروا عن سخطهم وغضبهم من الحكومة والمعنيين بضبط حالة الفلتان في الأسواق، فيما كان رد البعض الآخر بالقول: (اتركها على الله!).

مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس يوسف حسن أكد أنه في الأيام الأخيرة تم تشديد الرقابة على كل الأسواق والمحال التجارية، وأن عدد الضبوط المنظمة خلال الشهر الماضي بلغ 1200 ضبط، مشيراً إلى أن دور التجارة الداخلية وحماية المستهلك يقتصر على الدور الرقابي بالتدقيق على الفواتير وبيان التكلفة وتنظيم الضبوط بحق المخالفين.

الإجراءات الحكومية الحالية ليست جدية على الإطلاق، والمواطن بات يشعر أن الدولة شبه غائبة عما يجري في الأسواق.

ومن هنا نؤكد ضرورة تفعيل إجراءات رقابية جديدة مختلفة عن سابقتها، والطلب من التجار والمنتجين اعتماد فواتير نظامية وتفعيل الرقابة عليها في كل حلقاتها التجارية، إضافة إلى فرض قوانين وعقوبات صارمة ورادعة بحق المخالفين وصولاً إلى عقوبة السجن.

فهل سنشهد قريباً ذلك!؟ هذا ما نتمنّاه!

العدد 1104 - 24/4/2024